بقلم – مصطفى احمد جاسم
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)أستشهاد الشاب( كرار جبار طراد) لم يكن صدفة وأنما كانت الأمنية فأن الشَّهادةُ في سبيلِ اللهِ مَرتبةٌ عَظيمةٌ يَمنَحُها اللهُ تعالى لِمن بادَرَ بالحُصولِ عليها، وصَدَق النِيَّةَ في ذلك، فأوقَفَ للهِ نَفسَهُ، وبذَلَ فيهِ روحَهُ ناصِراً لِدينِهِ حتى يُدرِكَها وهوَ راضٍ مُطمئِن.نحن نعرف قدرة والد الشهيد الاستاذ جبار طراد نائب نقيب الصحفيين العراقيين والعرب شخصية وطنية بمجرد أتصال هاتفي يكفي لنقله الى مكان مترف… لقد جاء نداء الأيمان هو الأقوى معلَّقة بالعرش ليندرج أسم كرار ضمن الشهداء نعم ذهب من أجل الشهادة أن القتال تكرهه النفوس، ولكن النفوس المؤمنة تستلذه إذا كان في سبيل الله؛ لما فيه إحقاق الحق، ودفع الباطل، ورفع الظلم عندما نقف في هذه المواقف يقدح في أذهاننا ونحن نعيش ظرفاً خاصّاً جدّاً كلّ من ضحّى بنفسه وهو يذود عن تربة هذا الوطن الغالي، الذي شهد العديد من الأحداث منذ عام 2003، ولعلّ أبرزها هي ما تعرّض اليه من هجمة إرهابية شرسة أرادت النيل من عزّة وكرامة هذا البلد العراق العظيم “الغريب بالأمر أن لحظة التشييع لم تكن حدث دفن ميت فقد كان تشييع مهيب أنطلق موكب التشييع من منزله بعد أن ألقت عليها نظرة الوداع من عائلته والاصدقاء وأهالي منطقة العزيزية وجميع المناطق…جاب المشيعون الشوارع حاملين جسدك الطاهر الملفوف بالعلم العراقي وداعأ أيها الشهيد (كرار) لأنك ستبقى في مرتبة اولئك الشباب الذين اندفعوا صوب جبهات الحرب ضد داعش التكفيري بعد الفتوى المباركة…
الأمر الذي أستوقفني وجهأ مبتسمأ مع القلب الحزين لوالد الشهيد الأستاذ جبار طراد فكان يستقبل المعزين في هذا البلاء باليقين والصبر والرضا بقضاء رب العالمين، وكان صبره على فراقهم بمقدار تحمله لجميع شدائد الدنيا، فما كانت تتعدى ردةُ فعله سيلانَ عبراته فأنك أبكيتنا لحزنك الشديد فقدت فلذة كَبِدك، وقرة عينك، وريحانة فؤادك؟ كلنا أبنائك لاتحزن فأنه في جنات عرضها السموات والأرض …
أختمها طالما تنتظرك الشهادة أيها البطل كرار منذ بعيد لأنك رغبتها فأن مصرع الأبطال مابين الحديد في الميادين ورفات الأبطال هذه أعراسهم صخابة نقرة الدف بها قصف الرعود فيروون الثرى في الدم الطاهر ويحنون به كف الصعيد ويزفون جسدك اخوانك من العزيزية وغيرها ملفوف بالعلم المطرز( الله أكبر)