الغربية – احمد الدليمي – 8 – مايو – 2021
محسن الشيخ راضي وهو يطرق أبواب التسعين يقدم هذه الوثيقة بالغة الاهمية ، التي تكشف الكثير من الأسرار عن جرائم البعث وعمالته بحق الشعب العراقي بكل طوائفه من الشمال الى الجنوب ودوره الذي جلب الدمار الى المنطقة وتحالفاته العالمية المشبوهة التي انتهت بحروب أقليمية طويلة الأمد خرج منها بخسائر بشرية وموارد مادية حطمت حلم العراقيين بالنهوض ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي
مذكرات محسن الشيخ راضي خطوة مهمة تحسب له كان من المفروض ان يحذو الكثيرين حذوه بها ..
الإعتذار والإعتراف
ليس سهلاً في الثقافة والعُرف الشرقي والعربي بالخصوص ان تقدم اعتذاراً عن خطأ او اعترافًا بجرم، الكثير من السير الذاتية والمذكّرات لشخصيات عاصرت وشاركت في أحداث العراق الحديث ترى اصحابها وهم شيوخ يدافعون بشراسة عن عصمة أداءهم ومتبنياتهم عندما كانوا في عمر العشرين والثلاثين وكأن عشرات السنين التي مرّت لافعل لها بتغيير نظرة او تبديل موقف .. يتناول (الشيخ راضي) في مذكراته المهمة هذه فترة من أصعب مامر به العراق وربما مازالت ارهاصاتها فاعلة حتى اليوم، خمسينات وستينات القرن الماضي، أكد على ان اغلب الشخوص الفاعلة ولجميع الاحزاب كانت بمعدل عمر الثلاثين ولك ان تتصور احداث جسام ومصير بلد وشعب يُدار بنزق هذا العمر وخصوصًا مجازر الـ ٦٣ التي كانت الاقسى والاكثر وحشية على كل الناس وليس على الشيوعيين فقط ، لم ينكر الرجل مسؤوليته عنها كأحد الشخصيات القيادية العليا رغم انه لم يباشرها بيده كما فعلت شخصيات اخرى ورغم محدودية تأثيره أمام انتهاك الحرمات ووحشية الثأر الذي حمله قادة البعث إلا انه حاول التقليل من أذاهم وقدم امثلة لذلك، كما قدم ادانة لنفسه ولحزبه واعتذاراً شديدًا لشعب العراق قال (اعترف اننا البعثيون لم نقدم للعراق الخير وقد اسأنا بحق العراق وشعبه وأهدرنا مستقبل اجياله ولعل نوايانا الحسنة لاينفع معها الاعتذار)، دعم المقولة الشهيرة( جئنا بقطار امريكي) بإرتباطات وعمالة الكثير من رجالات البعث وأهمهم عفلق والبكر وشبيب وعماش، أبان فسادهم وخيانتهم للعراق بالتعامل مع قضية الكويت، اوضح خيانتهم لحلفاءهم ولقضية فلسطين حينما سلّموا الدبابة T4 التي يستخدمها الجيش المصري قبل الـ ٦٧ وأسلحة روسية اخرى الى الجانب الامريكي وبالتالي الى اسرائيل لفك اسرارها مقابل تزويد امريكا لهم بقنابل النابالم المحرمة التي قصفوا بها الكرد، أبان ضآلة صدام التكريتي وسلوكه التآمري الخبيث مع الحزب، أبان ان نظرة الحزب الى المرجعية الدينية متقاطعة بسبب ان توجهاتنا العلمانية متعالية على الفكر الديني ورغم هذا كانت الطائفية شديدة متأصلة الى درجة ان ينادى سعدون حمادي في مؤتمر الحزب بلفظ (ابن عبدالزهرة) ، الجهات الاجنبية هي من كانت تحرك جميع الاعمال الجسيمة بالعراق مباشرة وعن طريق وكلاؤها وان كنّا نظن اننا من يدير الاحداث ويحركها .. أكد في مذكراته أن دور حزب البعث في القيادة حتى عام ٦٣ لينتهي الحزب ( وفق رأيه) ليبدأ دور العشيرة والمنطقة والطائفة ، شهَدَ اعدام عبد الكريم قاسم عياناً ووصفه وصفاً دقيقاً ..
محسن الشيخ راضي وهو يقدم هذه الشهادة للتاريخ نتمنى ان يطلع عليها من لم يدرك فترة حكمهم التعسفي من الشباب العراقي والعربي المهووس بالفكر بالأفكار القومية البغيضة التي نبذها العالم نتيجة الجرائم العنصرية الشوفينية التي اقترفها ضد الإنسانية والتي لايزال يعاني منها الشعب العراقي والمنطقة لعقود من الزمن .