الغربية – علاء الكبيسي – 30 – نوفمبر – 2021
فشلت الرحلة المنهكة التي قام بها حوالى 450 مهاجرأ، معظمهم من أكراد إقليم كوردستان العراق، طوال أشهر لطلب اللجوء الإنساني والسياسي في أوروبا، فعادوا بخفّي حنين من العاصمة البيلاروسية مينسك إلى أربيل في الأيام الأخيرة، بعدما واكبت وزارة الخارجية العراقية إجراءات نقلهم في رحلات جوية، في إطار رد فعلها على سلسلة المشاهد الإنسانية القاسية والبرد والجوع والانتهاكات التي تعرّض لها هؤلاء على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا التي منعت دخلوهم إلى أراضيها. ويفترض عودة آخرين إلى أربيل وبغداد، علماً أن مصادر عراقية تقدّر عدد لاجئي البلاد المتواجدين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا بأربعة آلاف لم يحصلوا على لجوء، لكنهم ما زالوا يحاولون عبور الحدود إلى ليتوانيا أو لاتفيا أو بولندا.
يروي فريد برهوم (38 عاماً) العائد إلى أربيل لـ”العربي الجديد” أن رحلته كانت شاقة جداً، وشهدت تعرّضه مع طالبي لجوء آخرين من إقليم كردستان إلى إهانات من قبل حرس الحدود في بيلاروسيا، ومواجهتهم الجوعٍ والبرد، في ظل عدم تقديم مساعدات كافية. ويوضح أنه وصل إلى الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، بعدما كان دخل إلى بيلاروسيا عبر رحلة طيران من تركيا، ثم أبلغه حرس الحدود في بيلاروسيا أن معظم اللاجئين سيدخلون الأراضي الأوروبية بعد التدقيق في أوراقهم، “لكن ذلك اندرج فقط ضمن مجموعة أكاذيب لبيلاروسيا التي استغلت اللاجئين سياسياً في قضايا مرتبطة بعلاقاتها مع جيرانها الأوروبيين”.