الغربية – خاص احمد الدليمي – 28 / نوفمبر / 2025
بسم الله الرحمن الرحيم ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) صدق الله العلي العظيم
الأيام تمضي في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات وتختلط فيه شواهد الحزن والألم سيكون موعدنا في الأربعين يوما على وفاة الدكتور محمد جواد خزعل الأستاذ المساعد في كلية العلوم جامعة الكرخ الذي غيبه المرض المفاجئ وتصبح قيمة الإنسان بما يُظهره وما سجلهً التاريخ يبرز سيرة حياته الذي ينحدر من قبيلة الزبيدي تمتد في العراق والوطن العربي ليعيد التذكير بأن المبادرات تبدأ من الضمير وأن أثر الدكتور محمد الزبيدي لا يقتصر على عمله في الجامعة بل يمتد إلى المواقف الشجاعة صاحب القلب الطيبً ابن محافظة البصرة الفيحاءً هذه المحافظة الطيبة وكان المرحوم الدكتور محمد أحد وجوهها المشرقة، قدّم نموذجًا فريدًا للأنسانية يحمل همّ الناس قبل همّ ذاته، ويستشعر مسؤوليته الأخلاقية والمهنية في وقت تتراجع فيه الكثير من المعايير! لقد أطلق الدكتور محمد الزبيدي رحمه الله مبادرات شخصية وشجاعة لتفعيل مفهوم توحيد الخطاب المجتمعي وهو المفهوم الذي تقوم عليه الأنظمة في الدول المتطورة والمتقدمة، حيث يشكل الزبيدي المقرّب من الجميع ورغم أن هذه المبادرات تمثل خطوة نوعية تستحق الاحتفاء، إلا أنها لم تحظَ بالإستمرار لكن غيبه الموت وترك خلفه جمهور غفير وعائلة كبيرة تمتد الى حزن والدته التي لم تحضر مراسيم الدفن بسبب غربتها الطويلة وكانت مصره على حضور الاربعينية الذي يليق حضورها لتفرغ الحزن الشديد!
إن ما قام به الدكتور محمد الزبيدي ليس مجرد تجربة شخصية، بل عنوان من عناوين التكافل الاجتماعي الحقيقي، ذلك التكافل الذي لا يُعلن عنه في مؤتمرات ولا يُرمى تحت أضواء الكاميرات، بل يولد في القلوب ويتجسد في الفعل الصادق وقد استمر هذا النهج حتى خلال ظروفه الصحية الخاصة، إذ يواصل تقديم الاستشارة مع الكوادر في الجامعة عبر الهاتف لكل من يحتاجها لم يؤخر شي على ترسيخ مفاهيم التعليم وتعميم أثرها، وكأنه يؤمن بأنه سيغادر هذه الدنيا الفانية
إن ما يقدمه الزبيدي من نموذجٍ أخلاقي وإنساني هو دعوة مفتوحة لكي يكون للمجتمع المزيد من أمثاله، من مبادرين نبلاء يرون في العمل الصالح حقًا، وفي الخدمة واجبًا، وفي العمل الإنساني جوهرًا لا مكمّلاً. وإن من حقنا أن نقول له كلمة ثناء واعتراف وشكر، وأن ندوّن سيرته بحبر الاحترام، لعل القارئ يجد فيها ما يلهمه وما يدفعه إلى دعم أمثال هذه التجارب التي أنتجت منها حبا لم ينتهي وسنكون على وعد أن نكتب عن سيرته في مقالاتٍ أخرى، وفاءً لما قدمه، وإيمانًا بأن العراق لا يزال غنيًا برجاله الذين يعملون بصمت كي يبقى الأمل حيًا!!
نختم المقال رفعت صورتك أيها الراحل الدكتور محمد الزبيدي في مقام سيدنا الامام العباس وأخيه سيد الشهداء الأمام الحسين من جهات لم تفصح عن الأسم لكنها تحاول تقديم العزاء في هذا المكان الطاهر ولكل من يحبه وعائلته الكريمة والوالدة التي ستكون حاضرة في الأربعينية نتمنى أن يجعل الله الصبر في قلوبكم
الوكالة الغربية للأنباء