الأخبار العاجلة

البارزاني: ما فعله المالكي فاقَ جريمةَ الأنفال التي ارتكبها صدام حسين

البارزاني: ما فعله المالكي فاقَ جريمةَ الأنفال التي ارتكبها صدام حسين

الغربية – اربيل – سلمان البياتي

قال رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، إن فترة حكم نوري المالكي في بغداد عمّقت رغبة أهل الإقليم في الاستقلال، مؤكداً أن المالكي نفّذ بحق الإقليم جريمة تفوق ما فعله صدام حسين في عملية الأنفال التي أدت إلى مقتل أكثر من 182 ألف كوردي. 

وأضاف البارزاني في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، أن كل المحاولات التي بذلناها مع بغداد فشلت، وقد قلت له نفس الكلام الذي قلته العام الماضي في بغداد للعبادي وللتحالف الوطني، وهو: تعالوا لنعترف بفشلنا في بناء شراكة حقيقية ولنكن جريئين، ولنبحث عن صيغة جديدة، والصيغة الجديدة هي أن نكون جيراناً في أفضل حالات حسن الجوار، ونكون امتداداً وعمقاً لبعضنا، ونقيم أفضل العلاقات ونتعاون، وأن يكون هناك تسريح بإحسان لا بالعنف، بل بالعكس نتعاون على كل المسائل، فهذا أفضل من أن نستمر في ممارسة تجربة فاشلة لم ترتاحوا فيها أنتم ولا نحن ارتحنا.
وتابع البارزاني: لماذا نستمر في وضع تعذبنا كلنا منه؟، هذا ليس منطقياً، والحقيقة أنهم كانوا منفتحين، لكن ربما تصوروا أنها ورقة ضغط، أو ليست مسألة جدية، الكثيرون كانوا يتصورونها هكذا، وقد التقيت خلال تلك الزيارة بكل القيادات العراقية بما فيها كل التنظيمات الشيعية في التحالف الوطني، ولم ألتقِ بنوري المالكي.
مشيراً إلى أن الموضوع كان جدياً، فأنا منذ عام 2008 توصلت إلى قناعة أن عقلية التفرد بالحكم والسلطة واحتكارها وعدم قبول الآخر لا تزال هي العقلية السائدة في بغداد أياً كان الحاكم، وأول مرة حذّرت من ذلك عام 2012 وقلت إن العراق يسير إلى الهاوية، وإن الوضع خطير جداً ما لم يُتدارك، لكن لم يهتم أحد، وقد تحدث قسم عن وجود خلاف شخصي، أنا ليس لدي خلاف شخصي مع أحد، لكنني أرى الصورة.
وأكد البارزاني أن المالكي نفذ “الأنفال” بطريقة أخرى وأبشع، ولم نسمع أي صوت لا من قيادة دينية أو من أحزاب سياسية شيعية في العراق، يعترض على هذه الجريمة التي ارتكبها المالكي بحق شعب كوردستان.
وأردف قائلاً: تنفيذ المادة 140 كان من المفروض أن تنفذ في عام 2007، لكنها لم تنفّذ وأهملوها بالكامل، وتبجحوا بأنهم (أحبطوا هذه المحاولة الخبيثة من قبل الكورد وأن المادة 140 ماتت).
وزادَ البارزاني أن حصة البيشمركة من السلاح ومن الموازنة -باعتبار البيشمركة جزءاً من منظومة الدفاع للقوات العراقية- لم يصلنا منها طلقة واحدة ولا دينار واحد، وحتى حصة البيشمركة من الأسلحة، وبحسب الاتفاق الثلاثي بيننا وبين أمريكا والجيش العراقي، لم نحصل عليها، لأن المالكي احتجزها في مخازن بالقرب من منطقة التاجي بين سامراء وبغداد، ووقعت بيد تنظيم داعش، لقد حاربونا محاربة حقيقية، حتى في الحرب ضد داعش لم يقدموا لنا المساعدة، نحن الذين قدمنا المساعدة للجيش العراقي، وسمحنا له أن يأتي إلى الموصل، وفتحنا له كل المنافذ (للوصول إلى هناك).
وأضاف البارزاني بالقول: لقد دمّرنا الخط الدفاعي الأول لتنظيم داعش وقلنا للجيش العراقي: تفضل، والتزمنا بالاتفاق الذي جرى بيننا، وهو كيف تكون الخطة وكيف تنفذ ودور كل طرف في الخطة (من أجل تحرير الموصل)، وحتى في هذه العملية حدثت خروقات، ليس من طرف الجيش بل من قبل أطراف من الحشد الشعبي.
ورداً على سؤال الصحيفة السعودية: هل لديك مرارة من المالكي، كونك اعتبرت أن ذهاب صدام سيحل المشكلة، لكن ظهر أن المشكلة ليست في صدام فقط، قال البارزاني: هذا ما كنا نتصوره، لكن فيما بعد اكتشفنا أنه ليس كذلك، وأنه بذهاب صدام لا تنتهي المشاكل، بل بالعكس، واجهنا مشاكل أمرّ، ورأينا طعناً من الخلف من أناس كنا نعتبرهم حلفاءنا، نحن حاربنا صدام وحاولنا إسقاطه، وربما سماع كلمة طيبة من صدام كان غريباً بالنسبة لنا
وقال البارزاني: الآن من الممكن أن نتحدث عن الجيش العراقي، لكن قبل الآن كان “جيش المالكي”، وهو الجيش الذي انهار، والجيش الذي تعب عليه “الناتو” لمدة عشرة أعوام، لقد انهار خلال عشر ساعات، بل هو الذي سلّم كل المناطق وترك سلاحه ومعسكراته وسلم كل هذه الإمكانات لداعش، والبيشمركة هم الذين قاتلوا داعش وبإسناد من قوات التحالف، وأمريكا بالدرجة الأساسية، كما أن قوات البيشمركة هي التي أنقذت المنطقة، وهي التي حطمت أسطورة داعش – وأردف رئيس إقليم كوردستان قائلاً: أدينُ لياسر عرفات بأنه قدم لي مساعدة في وقت كنت فيه بحاجة إلى تلك المساعدة عندما تعرضت لمحاولة الاغتيال في النمسا عام 1979، فهو من أنقذني.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial