لاتقتلو الكورد جوعأ .
الغربية – احمد الدليمي
ان الشعب الكوردي عاش مراحل عصيبة من الاضطهاد والقمع منذ سنين طوال فأنه يملك الحق في وضع دعائم دولة حرة مستقلة ضمن البقعة التي يسكنها وهذا العمل ما هو الا واجب وطني صرف يخلو من الانتماءات والولاءات الحزبية والسياسية والاجتماعية فما قدمه الكورد في مسيرتهم النضالية من تضحيات يجب ان يتوج بالاستقلال وان توضع هذه الملحمة في مقدمة التأريخ وتوفر لها مساحة حرة كي يتم اعادة تدويرها بصيغها الثورية وتحويلها لأسطورة حتى تتمكن الامم المقهورة من اخذ الدروس منها والسير على خطاها من اجل نيل المجد .
فأمة قائدها البارزاني لا يمكن ان تخضع لأي سياسة وتشريع ودستور خارج عن نظام كوردستان المسلح بالكفاح والصمود فمنذ بداية التسعينات يحتكم الكورد الى القرار الكوردستاني وبمرور هذه السنين فلقد اثبت التجربة التحررية انهم اهل للسير نحو خطى تدوين وثيقة اعلان الدولة الكوردية فالأستفتاء وسيلة ديمقراطية وذات توجه عالمي يخضع لجميع قوانين حكومات العالم فشريعتها تكتسب من خلال صناديق الاقتراع فما يخرج منها هو الوجه الحقيقي لمفهوم تقرير المصير لذا فأن كلمة نعم للدولة الكوردية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} كل البشر يسعَون إلى الحياةِ الهانِئة السعيدة، ويُسخِّرون كل إمكاناتهم وطاقاتهم لتجنُّب أسباب الشقاء والعذاب، فضلاً عن الفناءِ والهلاكِ، فإذا تحقَّق لهم خيرٌ حافَظوا عليه بكل الوسائل وخافوا من فواته أو نقصِه. وكم من أمةٍ كانت آمنةً مُطمئنَّةً تُجبَى إليها ثمراتُ كلِّ شيءٍ، ويأتيها رزقُها رغدًا من كل مكانٍ، لم يخفِق فيها قلبٌ من خوفٍ، ولم تتضوَّر نفسٌ من جوعٍ، فانقلبَت أحوالُها في طرفةِ عينٍ، فإذا بالنعمةِ تزول، وإذا بالعافيةِ تتحوَّل، وإذا بالنِّقمةِ تحِلُّ.
ولله مع خلقهِ أيامٌ وسُنن، فأين ثمود وعاد؟! وأين الفراعِنةُ الشِّدادُ؟! أين من قدُّوا الأرضَ ونحَتوا الجبال، وحازوا أسباب القوة واحتاطوا للنوائِب؟! لما نسُوا اللهَ أوقعَ بهم بأسَه، فصاروا بعد الوجودِ أثرًا، وأصبحوا للتاريخ قصصًا وعِبرًا: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون}