رئيس تحرير جريدة الأمة العربية يؤكد أن سلامة اللغة قوة للإعلامي المحترف
بقلم \ الكاتب و المفكر خالد محمود عبد اللطيف
رئيس تحرير جريدة الأمة العربية ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
مما لاشك فيه أن المسلم الذي يريد أن يبين للناس عظمة إسلامه وشموله لا يقبل منه إلا أن يكون قوياً في كل شيء، وقوياً في فكره، قوياً في إجابته، قوياً في حضوره، قوياً في ابتسامته، وقوياً في لغته.
والضعف مرفوض مذموم، وأياّ كان وجه الضعف في الإنسان فهو مثلمة بحقه، ونقطة تحسب عليه لا له، وهذا ما دعاني للحديث عن هذه الجزئية الهامة.
فالشخصية الإعلامية الإسلامية تمثل قيماً كبرى، قيم السماء بعقيدتها وشريعتها ونظام الحياة البشرية التي حملتها، وهذا معناه أن الفطرة البشرية قابلة مسبقاً للتعاطي معها إذا أحسنت طرح فكرتها، وإن الفطرة السليمة تقبل القوة في الطرح والقوة في الأداء.
ومن القوة في الأداء، أن تكون لغة الإعلامي سليمة صحيحة، لا يعتريها القصور في القواعد والاستدلال وجوانب اللغة الأخرى.
كم من إنسان استهزئ به من الناس لمجرد أنه أخطأ في كلمة، ولو كان خطؤه غير مقصود، فلقد شهدت حالة من الضحك على حامل شهادات علمية كبرى لأنه أخطأ فقال ” الحمار مطلوب ” بدل ” الحوار مطلوب ” وهذا خطأ طبيعي، قد يصيب الجميع، ولكن حقيقة تلقي الناس له لن تكون كما تظن.
ومثل اللغط الذي قد يحصل في الكلمات، واللحن في الألفاظ، والخلل في الحركات، فإن كل هذا معيب بحق من يصدر منه إذا كان سمة، وسيصبح حديثه للتندر بين الناس ولو نطق بالدرر والجواهر.
من هنا، حري بمن يحمل لغة القرآن أن يتقنها، وأن يخاطب الناس بلغته بلا تلعثم، وهذا يتطلب معرفة مسبقة بقواعد اللغة وأساليب استخدام مفرداتها، إضافة إلى تطبيق عملي يضمن سلامة التطبيق والترجمة لهذه القواعد والنصوص من خلال الحديث، وأنا هنا أدعو كل إعلامي مسلم أن يتعب على نفسه، ويبذل قصارى جهده في تطوير ذاته ليكون لسانه العربي الأصيل حاملاً لدعوة واضحة وقوية، توصل الهدف المراد، وتحقق الثمرة المرجوة.
وشتان شتان بين ضيف يظهر على شاشات التلفزة وهو لا يكاد ينطق بجملة سليمة، وضيف آخر يتقن اللغة ويحسن انتقاء مفرداتها، فالمحتم أن الصورة الأولية التي تتكون لدى المشاهد هي قوة الثاني وضعف الأول، والحكم المسبق على الشخص له دلالة على قبول ما يطرح.
لذلك.. فإن براعة الشخص في أدائه اللغوي لما يريد أن يقدمه، وقدرته اللامتناهية على استحضار الصور الأدبية والبديع اللغوي، إضافة إلى ما يدعمها من فنون اللغة الأخرى كالشعر والأدب بأشكاله المختلفة تمثل نقطة قوة حقيقية تحسب له، وتعطيه الأفضلية في ذهن السامع.
والمتابع – وإن كان أمياًّ – يحب الطرح القوي، ويميل إلى الإنسان المتحدث بقوة وتماسك، وينفر ممن يتلعثم بين الكلمات ويتعرقل بين الجمل.
