الغربية – علاء الكبيسي – 1 – مايو – 2021
أربعة أسابيع فصلت بين تدشين الرئيس الأميركي جو بايدن سياسته تجاه روسيا، بإطلاق اتهامات وعبارات غير مسبوقة ضد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووصول العلاقات بين البلدين إلى «القاع»، وفقاً لوصف ساسة روس، رأوا أن «الفرص تضاءلت في إيجاد آليات لتضييق مساحة الخلاف، أو التوصل إلى نقاط مشتركة لإطلاق حوار يكبح جماح التوتر المتصاعد بقوة».
وحقاً، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، واجهت روسيا إعلانات متزامنة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا بفرض رُزم عقوبات واسعة النطاق طاولت للمرة الأولى قطاعات حيوية وحساسة، فضلاً عن تبادل طرد الدبلوماسيين، وإغلاق آخر قنوات الحوار المتبقية مع عدد من البلدان الغربية. وتزامن ذلك، مع تصاعد التوتر في أوكرانيا، وتراكم سحب مواجهة واسعة النطاق، على وقع زيادة الحشود العسكرية على الجانب الروسي من الحدود، مع تحركات لا تقل أهمية لقوات حلف الأطلسي (ناتو) على مقربة من الحدود الروسية. وهكذا، بدا أن المشهد الذي تكرّس بقوة خلال الأيام الأخيرة، يعكس أن موسكو باتت تواجه حملة عقوبات وتضييق واسعة النطاق ومنسقة بشكل جيد بين واشنطن والعواصم الأوروبية، هو ما دفع بوتين إلى التلويح بـ«خطوط حمراء» حذر من تجاوزها متوعّداً بـ«رد قاس وسريع».
تجنّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديثه، أمام البرلمان في موسكو قبل أيام، التطرق بشكل مباشر إلى رُزم العقوبات الأميركية والأوروبية والتحركات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على طول الحدود مع روسيا. إلا أنه قال إن بلاده «تتوخى أقصى درجات ضبط النفس أمام محاولات المساس بها، لكنها لن تتردد في الرد بشكل حاسم على أي خطوات عدائية تهدد مصالحها». وزاد أن «الحملات العدائية ضدنا لا تتوقف، ويُلقى اللوم علينا في كل شيء، ومن دون تقديم أي أدلة».
وزاد الرئيس الروسي، أن بلاده «تسعى إلى بناء علاقات طيبة مع جميع الدول، بما في ذلك تلك التي برزت خلافات بينها وموسكو في الآونة الأخيرة». وأردف «لا نريد في الواقع إحراق الجسور، لكن إذا كان أحد يرى في حسن نياتنا مؤشراً على التقاعس أو الضعف، وينوي إحراق أو حتى تفجير هذه الجسور بنفسه، فيجب عليه أن يعرف أن رد روسيا سيكون مناسباً وسريعاً وقاسياً». وفي لهجة تهديد غير مسبوقة من جانب بوتين، تابع، أن بلاده «لن تسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء… نحن من يحدد أين تقع هذه الحدود… ومدبرو أي استفزازات تهدد المصالح الجذرية لأمننا سيندمون على تصرفاتهم كما لم يندموا في أي وقت».