الغربية – نادية الساعدي – 22 – يوليو – 2021
أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن “البلد يعيش ظروفاً استثنائية وهناك تقصير واضح في دعم القطاع الصحي خلال فترة الحكومات السابقة”، مشيراً إلى أن تفجير الذي وقع مؤخراً في مدينة الصدر “كان نتيجة للفساد والتراكمات التي نحاول جاهدين إصلاحها”.
جاء ذلك خلال تفقّد الكاظمي، اليوم الخميس (22 تموز 2021)، جرحى “التفجير الإرهابي في مدينة الصدر من الراقدين في مستشفى مدينة الطبّ؛ للاطمئنان على صحتهم وأوضاعهم”.
وبحسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء “زار الكاظمي ردهات الجرحى واطلع على الخدمات الطبية والصحية”، ووجّه “بتقديم كلّ سبل الدعم اللازمة لشفائهم، فضلاً عن تكفّله بسفر من يحتاج منهم العلاج خارج العراق ورعايته”.
وخلال الزيارة وقال للمرضى: “أنتم أمانة في أعناقنا، وأن الإرهاب الجبان دأب على خسته في استهداف المدنيين العزّل في الأسواق”، مؤكداً “أن ما حدث من تفجير إرهابي كان نتيجة للفساد والتراكمات التي نحاول جاهدين إصلاحها”.
كما اجتمع رئيس الوزراء العراقي مع كادر مستشفى مدينة الطب، مشيداً “بجهودهم الكبيرة لما بذلوه؛ من أجل إنقاذ أرواح الجرحى، إلى جانب ما يبذلونه من عمل جبار في التصدي لجائحة كورونا ووقوفهم في خط الصد الأول أمام الجائحة”، بحسب البيان.
وأشار الكاظمي إلى أن “البلد يعيش ظروفاً استثنائية، وهناك تقصير واضح في دعم القطاع الصحي خلال فترة الحكومات السابقة”، مشدداً على “الحاجة إلى التكاتف، والتخطيط المدروس، والعمل على مدار الساعة؛ من أجل تصحيح وضع القطاع الصحي في البلاد”.
وقتل 30 شخصاً على الأقلّ وأصيب نحو 50 آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف مساء الإثنين، عشيّة عيد الأضحى، سوقاً تجارية بمدينة الصدر المكتظة في شرق بغداد وتبنّاه تنظيم داعش.
وليل الإثنين نشر تنظيم داعش عبر قنوات تابعة له على تطبيق تلغرام بياناً قال فيه إنّ الهجوم نفّذه أحد عناصره ويُدعى أبو حمزة العراقي، مشيراً إلى أنّه فجّر نفسه بحزام ناسف في سوق الوحيلات.
والتفجير الذي أسفر وفقاً لمصادر أمنية وطبية عن 30 قتيلاً على الأقلّ و52 جريحاً، وقع في مدينة الصدر، إحدى أكثر ضواحي العاصمة العراقية فقراً واكتظاظاً ومعقل أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يملك نفوذاً كبيراً على الساحة السياسية في البلاد.
وقال مصدر أمني إنّ من بين القتلى سبعة أطفال على الأقلّ، في حصيلة ندّدت بها منظمة اليونيسيف التي قالت في بيان إنّ “هذا الفعل الشنيع، قبيل عيد الأضحى، إنّما هو تذكير مروّع بمدى العنف الذي ما زال الأطفال في العراق يواجهونه”.
وأصدر رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، عدة توجيهات على خلفية الانفجار الذي استهدف مدينة الصدر في بغداد مساء أمس الإثنين، ومنها محاسبة الضباط المقصرين بتفجير مدينة الصدر وإعادة توزيع مسك القواطع الأمنية في بغداد.
وترأس الكاظمي، الليلة، اجتماعاً طارئاً ضم القيادات العسكرية والأمنية والاستخبارية، واستهل الاجتماع بالإشارة الى أن “الإرهاب وخوارج العصر أثبتوا فشلهم في الحصول على موطئ قدم نتيجة الضربات التي تلقوها على أيدي قواتنا المسلحة البطلة، فلجأوا الى مسار الخسّة والهزيمة عبر استهداف الأبرياء عشوائياً، كما هو ديدن الجبناء دائماً”.
ووجّه الكاظمي بمحاسبة أي قائد أو ضابط يثبت تقصيره عن أداء واجبه، والتحقيق معه وإحالته الى المحكمة المختصة، مشدداً على أن “قواتنا الأمنية أن تبقى العين التي لا تنام من أجل أمن العراقيين وسلامتهم ، وأن يستنفر العمل الاستخباري بكل طاقاته، وبضربات استباقية دقيقة، من أجل أن لا يبقى للإرهاب ملاذ أو حاضنة في أي مكان”.
كما وجه “باعادة توزيع مسك القواطع للقوات الامنية في العاصمة بغداد، بالشكل الذي يرفع من جاهزية قطعاتنا وقدرتها على التصدي للمخططات الارهابية والاجرامية”، وتقديم المساعدات العاجلة بكل أشكالها لأهالي الضحايا، وأن تستنفر الكوادر الصحية كل طاقاتها من أجل علاج المصابين..
واستخدم تنظيم داعش الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق أسلوب التفجيرات الانتحارية في مناطق عدة.
ورغم أن القوات العراقية نجحت في القضاء على التنظيم بعد معارك دامية، إلا أنّ خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية. ووقعت تفجيرات في بغداد في حزيران 2019.
كذلك، قتل 18 شخصاً مطلع أيار الماضي، غالبيتهم من عناصر الأمن في سلسلة هجمات شنّها جهاديون في مناطق متفرّقة من العراق.