الغربية – نضال العزاوي
قال المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش إن بلاده “مستعدة لكل أشكال التعاون مع الحكومة المركزية في بغداد من أجل تطهير العراق من المنظمات الإرهابية ” مؤكداً أنها أعلنت منذ البداية معارضتها لبقاء الموصل تحت تهديد تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى.
جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين ، اليوم الأربعاء في إسطنبول، حول قرار البرلمان العراقي أمس بخصوص القوات التركية في بعشيقة، حيث أشار قورتولموش، أن الوجود التركي في بعشيقة كان ضرورة عقب احتلال تنظيم “داعش” الإرهابي لمدينة الموصل.
وتساءل قورتولموش “أين كانت الحكومة العراقية المركزية، عندما احتل داعش الموصل في يوم واحد، وأين كان المجتمع الدولي عندما احتل التنظيم العديد من المدن العراقية، والمنطقة من الموصل إلى الرقة؟”.
ونفى قورتولموش أن يكون الوجود العسكري التركي، سواء في بعشيقة بالعراق أو في الأراضي السورية ، بهدف الاحتلال، أو التدخل في الشؤون الداخلية لتلك البلدان.
وأوضح قورتولموش أن وجود القوات التركية في بعشيقة هو بهدف حماية سكان الموصل، ومن أجل معالجة حالة عدم الاستقرار التي تنجم عن ظهور التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وأشار المسؤول التركي أن بلاده مشغولة منذ البداية بالتعاون عن كثب مع القوات المحلية في الموصل، وقوات البيشمركة بخصوص تحرير المدينة من قبضة داعش، وتقوم بكل ما يمكن فعله لأجل ذلك.
وأعرب قورتولموش عن صعوبة فهم قرار البرلمان العراقي، مبيناً أنهم لا يعتبرون القرار صائباً، مؤكداً أن تركيا التزمت بكافة مسؤولياتها الواقعة على عاتقها لحماية وحدة تراب العراق وسوريا.
ولفت قورتولموش أن الأراضي العراقية والسورية تجزأت جراء التنظيمات الإرهابية، مضيفاً بالقول “إذا كانت الحكومة العراقية تريد أن تعمل على مسألة ما، فينبغي أن تبذل جهوداً وتفكر في كيفية حماية وحدة التراب العراقي، وكيف يتم انهاء أنشطة التنظيمات الإرهابية في العراق وعلى رأسها تنظيم داعش”.
وقال قورتولموش “الموصل للمواصلة، والرقة هي لسكان الرقة، والعراق للعراقيين، وسوريا للسوريين،. ومن غير الممكن أن تسمح تركيا لأي تنظيم إرهابي بتغيير البنية العرقية والديموغرافية فيهما، ويجب أن لا يسمح العراق أو أي بلد آخر بذلك”.
وأردف قورتولموش: “ولذلك فإذا تم التعاون في هذا الموضوع، ينبغي أن نفكر كيف سنطهّر الموصل من داعش، وكيف نمنع أنشطة تنظيم “ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية) والتنظيمات الإرهابية الأخرى على الأراضي العراقية”، معرباً عن استعداد بلاده التعاون مع بغداد بهذا الصدد.
وبيّن قورتولموش أن تركيا لن تسمح بجعل مسألة معسكر بعشيقة محل نقاش، مؤكداً أن “الجميع يعلم أنّ الإدارة المحلية في شمال العراق وحكومة بارزاني طلبت من الوحدات التركية تأهيل وتدريب القوات المحلية بهدف تحرير الموصل”.
وأمس الثلاثاء، طالب مجلس النواب العراقي في قرار وجه فيه اتهامات ضد تركيا، (الحكومة العراقية) برفض تفويض البرلمان (التركي) لحكومة أنقرة حول إرسال قوات مسلحة خارج البلاد، وتقديم إنذار للسفير التركي في بغداد، واعتبار القوات التركية (تقوم بتدريب المتطوعين في محاربة داعش) بأنها “قوات احتلال”، والتنديد بتصريحات للرئيس التركي، وإعادة تقييم العلاقات التجارية والاقتصادية مع أنقرة.
وجدّد البرلمان التركي، تفويضه مساء السبت الماضي، للحكومة، بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، من أجل التصدي لأية هجمات محتملة قد تتعرض لها الدولة من أي تنظيمات إرهابية.
وأدانت الخارجية التركية، في وقت لاحق أمس القرار الذي صدر عن مجلس النواب العراقي، وأعربت عن احتجاجها بشدّة على ما ورد فيه من افتراءات مشينة بحق الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقالت الوزارة في بيانها أمس “ندين القرار الذي صدر عن مجلس النواب العراقي الثلاثاء. ونحتج بشدة على القسم الذي تضمن افتراءات مشينة ضد رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، ونعتبره مسألة غير مقبولة بتاتًا”.