وصفت موسكو، امس الاربعاء، التحالف الإسلامي الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية لمحاربة « الارهاب» بأنه حلف من ورق، وفيما كشفت عن اجراء محادثات مع قطر غدا الجمعة بشأن الخطوات الممكن تقديمها لدعم سوريا، نفت الاتهامات الموجهة اليها بقتل مدنيين جراء ضرباتها الجوية التي تستهدف تنظيم»داعش» هناك.
«الحلف السعودي»
وعد رئيس لجنة الدوما الروسي للشؤون الدولية أليكسي بوشكوف «أن استحداث الحلف المشار إليه ليس إلا حبرا على ورق»، وأضاف خلال تصريحات صحافية له امس ان»مهمة السعودية في مكافحة «داعش» لن تكتب لها الحياة، ذلك أن الرياض كانت قد أسست عمليا لقيام «داعش» حينما أمعنت في تمويل المعارضة السورية المسلحة. السعودية تهدف إلى تفادي الخسارة الجيوسياسية في هذه الأزمة، وتسعى إلى حشد تأييد الدول الإسلامية. كما تهدف إلى منع الرئيس السوري بشار الأسد من البقاء في السلطة، بحيث لا يستطيع التأثير في تشكيل حكومة جديدة في سوريا».
واستطرد قائلا: «هذا التحالف، حلف ورقي، وإذا ما صدقت الأنباء بشأن أن باكستان ولبنان لم تدريا أصلا بالتحاقهما بهذا الحلف، فإن ذلك خير دليل على أن هذا الحلف صوري لا أكثر»، مشيرا إلى أن البلدين النشيطين في هذا التحالف هما السعودية نفسها وقطر دون سواهما.
وأعلنت السعودية مؤخرا حشد تحالف إسلامي ضم 34 بلدا لقتال تنظيم «داعش» الارهابي في سوريا والعراق «لحماية الأمة الإسلامية من خطر الإرهاب، ودفاعا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها»، على أن يتخذ الرياض مقرا لتنسيق عملياته.
محادثات روسية – قطرية
من جانب آخر، تشهد موسكو غدا الجمعة، محادثات بين وزيري خارجية روسيا وقطر.ويلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره القطري خالد بن محمد بن عبدالله العطية لمناقشة العلاقات الروسية القطرية القائمة ومستقبلها وقضايا العالم ومنطقة الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب، والتنسيق في مجال الطاقة.
واكدت الخارجية الروسية في بيان لها امس، ان لقاء الوزيرين سيناقش خطوات من الممكن أن تقوم بها المجموعة الدولية لدعم سوريا.
واضاف البيان»ستتناول المحادثات الروسية القطرية زيادة التنسيق السياسي في إطار الحوار الستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي تتطلع موسكو ل استضافة اجتماعه الوزاري الجديد في العام 2016 المقبل، وتوفير الأمن الشامل لمنطقة الخليج».وفي سياق آخر، التقى وزير الخارجية الروسي لافروف امس، صلاح الدين ديمرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض المؤيد للأكراد.
وقال ديمرتاش خلال زيارته موسكو امس:»إن القيادة التركية أخطأت عندما أمرت باسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية السورية».وتأتي زيارة ديمرتاش إلى العاصمة الروسية وسط أزمة دبلوماسية أثارها اسقاط الجيش التركي طائرة حربية روسية نهاية تشرين الثاني الماضي.
فيما انتقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو زيارة ديمرتاش إلى موسكو.وصرح أوغلو في خطاب ألقاه أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم :» يمكنهم الذهاب أينما يشاؤوا، لكننا نتساءل لماذا يزور أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي روسيا الآن، فيما نشهد أزمة معها، وليس قبل شهرين»، على ما أوردت وكالة «فرانس برس».
نفي مزاعم
الى ذلك، أعلن الكرملين أنه لا يملك أي معلومات تدل على احتمال سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الروسية في سوريا، وذلك في معرض تعليقه على تقرير نشرته منظمة العفو الدولية بهذا الشأن.وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي للصحفيين امس الاربعاء: «ليست لدينا أي معلومات بشأن حوادث محتملة من هذا القبيل وبخصوص مدى صحة هذه المزاعم».
يذكر أن العفو الدولية تحدثت في تقريرها الأخير بشأن سوريا عن سقوط «مئات المدنيين» جراء الغارات الروسية ضد الإرهاب المستمرة منذ 30 أيلول الماضي.في تلك الاثناء، ادرجت روسيا 163 تنظيما في قائمة الإرهاب في سوريا وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن القائمة الروسية تضم 163 تنظيما.وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن الدول أعضاء مجموعة دعم سوريا ستواصل العمل لإعداد القائمة الموحدة بالتنسيق مع الأردن الذي يقود جهود إعداد القائمة الموحدة للتنظيمات الإرهابية المطلوب مواجهتها في سوريا.