الأخبار العاجلة

المدير التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا يتحدث عن الأمن والأمان فى تطبيق شريعة الله

المدير التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا يتحدث عن الأمن والأمان فى تطبيق شريعة الله
بقلم \ الكاتب و المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد اللطيف
رئيس تحرير جريدة الأمة العربية ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
مما لاشك فيه أن الأَمْن: نِعمةٌ عظيمة، ومِنَّةٌ جسيمة، مَن حُرِمه لم يهنأ بعيش وإنْ ملَك الدُّنيا كلَّها، ومَن وجَدَه فكأنَّما ملَك الدنيا وإنْ كان أفقرَ الناس؛ قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أصْبَحَ منْكُم آمِنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جَسَدِه، عِندَه قُوتُ يَوْمِه، فكأَنَّما حِيزَتْ (أي: جُمِعت) له الدُّنْيا)).
فهل أدلُّك – أُخَيَّ – على شيءٍ إنْ عملناه، شاع في المجتمع الأمنُ والأمان، واطمأنَّ قلبُك، وأمِنْتَ في الدنيا والآخِرة؟
إنَّه تطبيقُ شريعةِ الرحمن! قال – تعالى -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، وقال: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وقال: ﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ [الزخرف: 68 – 69].
هل تُريدُ رَخاءً اقتصاديًّا، ونموًّا وتطورًا، وبركةً في الرزق؟
عليك بتطبيقِ شريعةِ الرحمن؛ قال – تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وقال: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 65 – 66].
هل تُريد أن تأمنَ على نفسِك ودَمِك، وألاَّ يَرفعَ أحدٌ عليك سِلاحًا، ولا حتى حديدةً، ولو مازحًا؟
ذلك في تطبيقِ شريعة الرحمن؛ قال رَسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لن يَزالَ المؤمنُ في فُسحةٍ مِن دِينه، ما لم يُصِب دمًا حرامًا))، وقال: ((مَن حمَل علينا السِّلاحَ، فليس منَّا))، وقال: ((لا يُشِيرُ أحَدُكُم على أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِه، فَيَقَعَ في حُفْرَةٍ مِن النَّارِ))، وقال: ((مَن أشارَ إلى أخيهِ بِحَدِيدَةٍ، فإنَّ المَلائِكةَ تَلْعنُه حتَّى يَدَعَه، وإنْ كَان أخَاه لأبِيهِ وأُمِّه)).
هل تُريدون يا أهلَ الكتاب – مِن يهود ونصارَى – أن تَعيشوا آمنين وتَحصُلوا على حقوقِكم كاملةً، حتى دون أن تطالِبوا بها؟
ذلك في تطبيقِ شريعةِ الرحمن؛ قال النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قتَل معاهدًا لم يَرَحْ رائحة الجَنَّة، وإنَّ رِيحها توجد مِن مسيرة أربعين عامًا))، وقال: ((أَلا مَن ظَلَمَ مُعاهِدًا، أو انتَقَصَه، أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِه، أو أخَذَ مِنْه شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُه يَوْمَ القِيَامَة)).
هل تحب – يا أَبي – أن يُوقِّرك الصِّغار، وأن يرْحَمك – يا أخي الصَّغير – الكبار؟
ذلك في تَطبيقِ شريعةِ الرحمن؛ قَالَ النَّبِيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليْسَ منَّا مَن لَمْ يَرْحَمْ صَغيرَنا، ويُوَقِّرْ كَبيرَنا)).
هل تُريدين أيَّتها المرأةُ أن يُعتنَى بك، وتُكْرمِي، ويُحسَن إليك؟
ذلك في تطبيقِ شريعةِ الرَّحْمن؛ قَالَ النَّبِيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فاتَّقُوا اللهَ في النِّسَاء))، وقال: ((اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حقَّ الضَّعِيفَيْن: اليَتيم، والمَرْأَة))، وقال: ((خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهْلِه، وأنا خَيْرُكم لأَهْلي)).
أيها المواطِن، هل تَحلُم بدولةٍ يُحاسَب فيها المخطِئ، فقيرًا كان أو غنيًّا، وضيعًا كان أو شريفًا، ولو كان ابنَ الحاكِم؟
ذلك في تَطبيقِ شريعةِ الرحمن؛ قَالَ النَّبِيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكم، أنَّهُم كانوا إِذا سَرَقَ فيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوه، وإِذا سَرَقَ فيهِمُ الضَّعِيفُ أقاموا عَلَيْه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطعْتُ يَدَها)).
هل تُريد حاكمًا يُقال له: مِن أينَ لك هذا؟ ويُحافِظ على أموالِ الدولةِ وثَرواتِها؟
ذلك في تطبيقِ شريعةِ الرحمن؛ “بُعِث إلى عُمَرَ – رضي الله عنه – بحُلل فقسمها، فأصاب كلَّ رجل منا ثوبٌ، ثم صعِد المنبرَ وعليه حُلَّة – والحلَّة ثوبان – فقال: “أيُّها الناسُ، ألاَ تَستمِعون؟”، فقال سلمان – رضي الله عنه -: “لا نَسمَع”، فقال عُمر: “ولِمَ يا أبا عبدالله؟”؛ قال: “إنَّك قسمتَ علينا ثوبًا ثوبًا، وعليك حُلَّة”، فقال: “لا تَعجلْ يا أبا عبدالله، ثم نادَى عبدالله، فلم يُجبْه أحد، فقال: يا عبدالله بن عمر”، فقال: “لبَّيْكَ يا أميرَ المؤمنين”! قال: الثوب الذي اتزرتُ به هو ثَوبُكَ؟”، قال: “اللهمَّ نَعَمْ”! فقال سلمان: “الآن فقُلْ نَسمَع”.
ودخَل أحدُ عمَّال عمر بن عبدالعزيز عليه، وبعد أن أخبرَه بأحوال المسلمينَ في بلدِه، سأله الرجلُ عن حالِه، فأطفأ عمرُ شمعةً كانت تُضيءُ الغرفة، فتعجَّب الرجل، فقال له عمر: “يَا عبدَ الله، إنَّ الشمعةَ الَّتِي رَأَيْتَنِي أطفأتُها مِن مَالِ الله وَمَال المُسلمين، وكنتُ أَسأَلك عَن حوائجهم وَأَمرِهمْ، فَكَانَت تِلْكَ الشمعةُ تقِد بَين يَديَّ فِيمَا يُصلِحهم وَهِي لَهُم، فلَمَّا صرتُ لشأني وَأمْرِ عِيالي وَنَفْسِي، أطفأتُ نَارَ المُسلمين”!

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial