السعودية ترحب بزيارة العبادي وتتطلع لعلاقات أفضل
الغربية – مهدي هلول
تزامناً مع إعلان وزارة الخارجية السعودية أمس السبت عن ترحيبها بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المملكة، وتطلع الرياض لإعادة العلاقات مع بغداد إلى “أفضل حال”، أكد سياسيون وأعضاء في مجلس النواب أن زيارة العبادي للسعودية خطوة مهمة لتعزيز مكانة العراق ودوره المؤثر إقليمياً ودولياً، وأن الزيارة تؤكد حرص العراق على بناء منظومة علاقات ستراتيجية متوازنة مع دول المنطقة والانتقال الى مرحلة جديدة من العلاقات مع المحيط العربي، مشددين على ان زيارة العبادي الى المملكة العربية السعودية عنوانها الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وبناء تعاون اقتصادي وامني. وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيزور السعودية (يوم غد الاثنين)، مشيرا إلى أن “الرياض تتطلع لإعادة العلاقات مع بغداد إلى أفضل حال”، ونقلت قناة “سكاي نيوز عربية” عن الجبير قوله: “نرحب بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين، ونتطلع إلى إعادة العلاقات مع العراق لأفضل حال”، لافتا إلى أن “السعودية كانت من ممولي التحالف ضد “داعش” في سوريا ونؤمن أن الجهد الكبير والقوي ضد التنظيم يضمن دحره”. وكان العبادي أكد، الأسبوع الماضي، أن زيارته إلى المملكة العربية السعودية التي أعلن عنها مؤخرا ليست لها علاقة بالأزمة الخليجية، فيما انتقد “أصواتا” داخلية وخارجية قال إنها تحاول عرقلة تقارب العراق مع الدول المجاورة له. الخارجية النيابية وفي ردود الفعل السياسية والنيابية المحلية إزاء زيارة العبادي المرتقبة للرياض، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية عبد الباري زيباري، أن “زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي للسعودية وبعض دول الإقليم خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة العراق ودوره المؤثر”، وأضاف في تصريح أمس السبت، أن “الزيارة للسعودية هي الأهم من باقي الزيارات في ظل رغبة الجانبين بتعزيزها بما يخدم البلدين والمنطقة بشكل عام”. من جانبه، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية عباس البياتي، إن “زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى المملكة العربية السعودية مجدولة منذ قمة البحر الميت في الأردن وأجلت لأكثر من مرة”. وأضاف في تصريح لـ”الصباح”، إن “هدف الزيارة يأتي من حرص العراق على التواصل مع الجميع وكذلك حرصه على العمل مع جميع الدول الاقليمية والعالم، وجزء مهم من سياسة الانفتاح على النطاق الاقليمي والعالمي”، وبين أن “هذه الزيارة ستضع أسسا رصينة لبناء مرحلة جديدة من العلاقات مع المملكة العربية السعودية عنوانها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون الاقتصادي والامني”. وأكد البياتي، أن “المملكة العربية السعودية بلد جار ولدينا حدود مشتركة، ويجب ان تكون هناك علاقات طيبة معها ومع ايران والكويت وتركيا والمحيط الاقليمي والاردن وسوريا”، لافتاً إلى أن “العراق الجديد قوي بسيادته، ولايريد ان يتقاطع مع احد من دول الجوار، وفي نفس الوقت لن ينساق في اي صراعات تمر بها المنطقة، لأن هذا الانسياق لايخدم مصالحه وامنه واستقراره”.
موقف حيادي بدوره، ألمح عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية رزاق الحيدري، أنه من المحتمل ان تكون الأزمة الخليجية القطرية حاضرة ضمن جدول اعمال زيارة العبادي الى السعودية.وأضاف الحيدري في تصريح صحفي، ان “تأييد العراق لهذا الطرف او ذاك في الازمة الخليجية القطرية؛ لن يكون في صالح المنطقة برمتها”، داعياً الى ان “يكون لنا موقف الحياد من هذه الأزمة”، وبين الحيدري انه “بإمكان العراق أن يلعب دورا ايجابيا وفعالا في هذه الازمة من خلال دعوات التهدئة وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المتنازعة وتجنيب المنطقة حرباً تصعيدية ستؤثر في الوضع بشكل عام”.
رأي سياسي ووصف المحلل السياسي رحيم شلال، زيارة رئيس الحكومة العراقية الى السعودية بـ “الخطوة المهمة ذات البعد الستراتيجي، التي ستنعكس على العلاقات بين البلدين مستقبلا، وأن لها تأثيرات طيبة على العالم العربي، وسط معاناة دول المنطقة من ارهاب وتطرف واجرام يهدف الى خلق توتر بين الشعوب والبلدان العربية”. وتابع في تصريح خاص لـ “الصباح”: إن “العراق والسعودية من البلدان المؤثرة في المنطقة، وتربطهما حدود دولية مشتركة الى ما يقارب من 600 كم، ويحتاج ذلك لتنسيق امني لتأمين مساحات شاسعة استغلت من الاٍرهاب وضرب المنطقة برمتها، ولقاء زعيمين (رئيس الوزراء العبادي- الملك سلمان) عربيين يحل الكثير ويبعث برسالة سلام الى الجميع”. واشار شلال، إلى أن “العراق يقترب من القضاء النهائي على الجماعات الإرهابية التي سببت الكثير من الاذى وهجرت وقتلت ودمرت في المدن العراقية والسعودية معاً”، وتوقع المحلل السياسي العراقي أن “تأخذ زيارة العبادي بعدا أكبر حتى من زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للرياض منذ فترة، لما يلعبه العراق حاليا من دور مؤثر، وامتلاكه قوة مقتدرة شجاعة في القضاء على الاٍرهاب”.