الأخبار العاجلة

الأمن الإعلامي والحرب على الإرهاب

الأمن الإعلامي والحرب على الإرهاب

إنعام العطيوي

قبل أن نستعرض العلاقة بين الحرب على الإرهاب والأمن الإعلامي لا بد ان نعرف المتلقي بماهية الأمن الاعلامي ففي الظروف الطبيعية للمجتمعات الآمنة والدول المستقرة امنياً يكون الأمن الإعلامي هو توفير الحماية المسبقة للثقافة والإعلام الوطني والقومي لكل مكونات الدولة والمجتمع فيصبح الإعلام عنصراً مؤثراً في البناء الأمني والوطني الشامل ويشارك الإعلام في التأثير على صنع القرار السياسي والأمني في المنطقة ويؤثر في الرأي العام للدولة. أما الحرب على الإرهاب فتاتي مهمة الإعلام في الدرجة الأولى اذ يكون الإعلام هو العنصر الأول والأساسي في تثبيت دواعم الحفاظ على امن الإنسان وحقوق المواطنة وحماية الأراضي والأوطان، ويعزز فكرة المواطنة لدى الرأي العام ضد كل الأفكار الدخيلة على المجتمع ومحاربة الإشاعة ومنع انتشار الثقافات والعادات المؤثرة على فكر المتلقي من الانصهار بقناعات دخيلة تؤدي الى تعبئة جماهيرية في الرأي العام لغرس أفكار متطرفة تعمل على تعزز الفكر الإرهابي ونشر ثقافة التطرف والعنف. وبات الإعلام الالكتروني والإعلام المرئي والمسموع له الدور الأكثر تأثيرا في المتلقي سواء كان على شكل منشورات في السوشل ميديا او عبر الانتشار ألمعلوماتي للمعلومات المتطرفة، والتي تنتشر بين المجتمع لتكون جماعات منظمة إرهابية تعد ضمن التصنيف الوظيفي لها بالخلايا النائمة، والتي تتأقلم بشكل سريع لاستيعاب المعلومات المتطرفة عبر الوسائل الإعلامية المستوردة للثقافات أحادية التصدير والتي تعمل على استقبال المعلومة لثقافات المجتمعات المتطرفة دون تصدير ثقافة المجتمع المستورد للمعلومة وبهذه الطريقة يعيش المجتمع ظاهرة الانتشار الأحادي والسلبي للمعلومة الإعلامية وليس الانتشار المزدوج للمعلومة وهو الذي يقوم على أساسين وهما الأول ان الاستيعاب الأحادي للمعلومة هو استيراد المعلومات الإعلامية من المجتمعات الخارجية للمجتمع المستقبل وهذا ما يعزز ظاهرة الغزو ألمعلوماتي دون وجود دور للأمن الإعلامي في فلترة المعلومات الإعلامية الضارة بالمجتمع، أما الاستيعاب المزدوج للمعلومة فهو تصدير المعلومات الإعلامية من المجتمع المستورد الى المجتمعات الأخرى وهذا ما يعزز فكرة تبادل المعلومات بشكل متوازن دون التأثير او الإضرار بالواقع الأمني والسياسي والاجتماعي للدولة أو المجتمع. حينها يكون دور الأمن الإعلامي في محاربة الأفكار المستوردة الضارة بالمجتمع والتصدي لها والحفاظ على البنية المجتمعية وتعزيز الشعور بالمواطنة، كما إن الأمن الإعلامي يوفر الحماية للاقتصاد الوطني والقومي من الإخلال ويسهم في عدم تسريب المعلومات الخاصة بمواقع وخطط الحرب ويساعد على التكتيم الإعلامي في حالة الحروب والتمويه الإعلامي للعمليات العسكرية. كما يمنع الأمن الإعلامي نشر أسماء وصفات وصور القادة العسكريين في حالات الحرب حفاظا على أرواح المقاتلين وعواءلهم ضد العمليات الإرهابية المستهدفة لهم او منع إيقاعهم تحت الضغط والابتزاز من قبل الإرهاب. ويشمل الأمن الإعلامي التعزيز من معنويات المقاتلين ببث الأناشيد الوطنية والأشعار وكذلك التثبيط من عزيمة الإرهاب بأخبار الانتصارات فضلا عن البرامج التوعوية لإعادة كسب الإفراد الضالة وعودتها عن الانتماء الإرهابي.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial