السيسي وبوتين في تاسع لقاء.. محاولة تحريك ملفات راكدة أبرزها السياحة (مقدمة)
الغربية – القاهرة – معاذ الراوي – 15 – 10 – 2018
تطرق القاهرة، الاثنين، باب الدب الروسي، في محاولة لنفض الغبار عن ملفات راكدة بين البلدين، أبرزها السياحة، وفق خبراء.
وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان، بدء الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، زيارة إلى موسكو، تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ لتعزيز العلاقات الثانية وبحث الملفات الإقليمية.، وأوضح بيان عن الكرملين، أن بوتين والسيسي سيبحثان، بعد غد الأربعاء، في منتجع سوتشي قضايا الساعة في الأجندة الدولية، بجانب توقيع وثائق مشتركة، لم يعلن عنها.
وتتفق مصادر سياسية مصرية وروسية على أهمية توقيت الزيارة وجدولها المتوقع، لاسيما أن مصر بحاجة لعودة السياحة الروسية التي تعثرت لنحو عامين، وكذلك سرعة إنهاء المنطقة الصناعية الروسية لزيادة الاستثمار الأجنبي ومواصلة التعافي الاقتصادي.
وفي فبراير/ شباط 2016، وقعت مصر وروسيا مذكرة تفاهم حول إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس (شمال شرق) على مساحة مليوني متر مربع لتضم مشروعات لإنتاج جرارات زراعية ومنتجات بتروكيميائية.
وتوقع تقرير لوزارة التجارة والصناعة الروسية، منتصف العام الماضي، أن يبلغ حجم الاستثمارات في المنطقة الصناعية الروسية المزمعة نحو 4.6 مليارات دولار بحلول عام 2035.
ويشير خبيران مصريان، في أحاديث منفصلة للأناضول، إلى أن الزيارة ستشمل – بخلاف عودة الطيران للمنتجعات السياحية بالبحر الأحمر – الحديث عن 4 نقاط أخرى مهمة منها التعاون العسكري والاقتصادي والأزمات في المنطقة، لاسيما سوريا، التي تتواجد فيها موسكو بقوة.
وبلغ حجم التبادل بين مصر وروسيا 4.1 مليارات دولار خلال العام 2016، وسط دعوات من البلدين بالعمل على دفع وتعزيز التعاون الاقتصادي، بحسب احصاءات رسمية مصرية.
** تقارب بعد تعثر
وجرت بين بوتين والسيسي، 8 لقاءات سابقة كان الأول خلال عام 2014 حين زار السيسي موسكو بصفته وزيراً للدفاع آنذاك ثم 3 زيارات رسمية وهو في سدة الحكم وزيارتين لبوتين إلى القاهرة ولقاءين على هامش قمتين سابقتين لللبريكس والعشرين.
وتنامت علاقات البلدين مع تولي السيسي السلطة في مصر، خلال يونيو/حزيران 2014، لا سيما على مستوى التعاون العسكري، لكن العلاقات شابها بعض التوتر عقب تحطم طائرة روسية تقل سياحا بمنطقة سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015. قبل أن تتحسن قليلا بعودة حركة الطيران الروسي إلى العاصمة القاهرة رسميا في أبريل (نيسان) الماضي بعد توقف أكثر من عامين، لكن حركة الطيران المباشرة لم تعد إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر بشرم الشيخ والغردقة (شرق).
كما أعاد البلدان مشاورات “2+2” (بين وزيري الخارجية والدفاع في البلدين/ تم تدشينها عام 2013)، عبر اجتماعين فى مايو/ أيار 2017، ثم أبريل/نيسان الماضي بالقاهرة حيث كان الاجتماع الأخير لها في بموسكو.
وبينما لم تعلن مصر رسميًا عن تفاصيل القمة المقبلة، نقلت وسائل إعلام روسية بينها وكالة سبوتنيك عن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، قوله إن الرئيس الروسي سيناقش مع نظيره المصري مسائل التعاون العسكري التقني، واستئناف الرحلات إلى المنتجعات المصرية.
وهناك تعاون عسكري مصري روسي مستمر، لاسيما في عهد السيسي، والثلاثاء الماضي، أعلنت موسكو عن مناورات روسية مصرية مشتركة لمكافحة الإرهاب ستجري في مصر في الفترة من 13 إلى 26 أكتوبر (تشرين الأول).
** 5 ملفات
مصادر دبلوماسية روسية، لم تسمها، شبكة “روسيا اليوم”، تشير إلى أن “جدول المباحثات سيضم 5 ملفات هامة تتمثل في عودة السياحة بين مصر وروسيا، والتعاون العسكري التقني، وتشغيل المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، ومشروع الضبعة النووي (غرب)، واتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي”.
وهو ما اتفق معه عاطف سعداوي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية (حكومي)، قائلا إن زيارة السيسي تشمل عدة ملفات على رأسها عودة الطيران للمنتجعات السياحية في البحر الأحمر (شرق).
ويضيف سعداوي، للأناضول، أنه لم يعد هناك مبرر أمام الجانب الروسي لتأخير إنجاز عودة الطيران المباشر إلى شرم الشيخ والغردقة وستكون هناك مطالبات مصرية بضرورة حسم هذا الملف.
وبخصوص الملف الثاني، يشير إلى أنه يتناول التعاون العسكري سواء شراء أسلحة أو تبادل الخبرات عبر التدريبات العسكرية حيث إن الزيارة ستجرى بالتزامن مع تدريب بين البلدين حول مكافحة الإرهاب.