عبد المهدي يزور السعودية غداً
الغربية – احمد الدليمي – 24 – سبتمبر – 2019
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي سيكون يوم غدا ضيف المملكة العربية السعودية من أجل تجسيد التطورات المتسارعة في العلاقات العراقية السعودية هذه الأيام، يجد أن هناك جملة أمور حيوية ودراماتيكية مهمة ينبغي الوقوف عندها، كونها ستفتح خارطة طريق لإعادة تضميد جراح تلك العلاقات، وما تعرضت له من توتر وقطيعة في سنوات سابقة.
إن من شأن تطوير ميادين التعاون العراقي السعودي، وبهذه الدرجة من الأهمية، أنه سيفتح السبل أمام العراقيين لإقامة علاقات متوازنة مع المحيط الاقليمي، وهي خطوة إيجابية تبشر بالخير، ويرى فيها كثير من العراقيين أنها ستسهم في إنهاء حالة الاستفراد السياسي والاقتصادي والأمني الإيراني بالعراق، والعمل على تقليل نطاق الهيمنة الايرانية على مقدراته. بل أن من شأن التطور المتسارع في تلك العلاقات أن يكون العراق قد خفف حمل من ثقل تلك العلاقات التي كبدته خسائر سياسية واقتصادية باهظة للاعوام الخمسة عشر الماضية، وكان العراق هو الخاسر الأكبر من ثقل الانتشار والهيمنة الايرانية على مقدراته. ومن شأن تطور العلاقات العراقية السعودية تصحيح هذا المسار، الذي يشكل مخاوف وقلق كبيرين لأطياف عراقية واسعة، حتى من بينها تلك التي ترتبط بوشائج المذهب مع ايران، التي راحت تعرب عن مخاوفها من مخاطر تلك العلاقة في أكثر من مرة. فهي ترى في الانفتاح السعودي على العراق، بادرة خير يمكن أن تنتقل بالعراق الى الحالة الافضل، ومقدمة لكسر حصار الهيمنة الايرانية الشاملة على مقدرات هذا البلد، حيث عانى لسنوات طوال من تدخلات وهيمنة شاملة أبعدت أي وجود للمحيط العربي على أرض العراق
إن تبادل الزيارات بهذا الحجم والثقل التجاري والسياسي والفني، يؤكد ان هناك تطورا ايجابيا ملموسا ومتسارعا، يشير إلى وجود رغبة قوية من طرفي العلاقة في فتح آفاق مستقبلية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني الافضل، وفتح مجالات واسعة للاستثمار على أكثر من صعيد. والأكثر من ذلك هو التطور المتسارع في علاقات البلدين السياسية، وما تمخضت عنه زيارة الوفد التجاري السعودي من مباحثات في بغداد وعلى أعلى المستويات مع الجانب العراقي، تمثل في لقاء رؤساء الرئاسات الثلاث، والوزراء اصحاب الاختصاص، وفتح قنصلية سعودية في بغداد، وقنصليات في مدن عراقية مهمة أخرى.
إن تقديم السعودية منحة للعراق بقيمة مليار دولار وإستعداد السعودية لاقامة مدينة رياضية في بغداد، وتطوير التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة ومختلف ميادين التعاون الاقتصادي والفني والمالي، وتخليص العراق من معاناة انقطاعات الكهرباء الطويلة، ومده بما يحتاجه من الطاقة في مختلف ميادينها والعمل على اعادة بناء منظومته المنهارة، يؤكد رغبة البلدين الأكيدة والصادقة بتطوير تلك المجالات بما يعود على البلدين بالمزيد من العلاقة المتطورة، ويقيم علاقات تشابك على أكثر من صعيد.