الأخبار العاجلة

الفنان وليد توفيق: تمرينات الصوت ضرورة لا يجب تركها وإلا خسرناه

الغربية – القاهرة – معاذ الراوي – 4 – أبريل – 2020

وصف وباء «كورونا» بأنه توقف للزمن لم يخطر على بال أحد
قال الفنان وليد توفيق إن ما يجري حاليا على كافة الكرة الأرضية هو وقفة زمن لم تخطر على بال أحد. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتوقع حصول زلزال أو إعصار، ولكن لم يخطر على بالي أن يتوقف الزمن مرة واحدة في العالم كلّه بسبب وباء اسمه كورونا». وعما إذا هو يقارنها بالحروب يرد: «أبدا لأن الحرب يعرف المحارب فيها عدوّه ولكن مع وباء «كورونا» نحارب عدوا غير منظور، حتى أننا لا نملك سلاحا لنقضي عليه». ويرى وليد توفيق أن ما نشهده اليوم هو ليس من صناعة الإنسان بل قضاء وقدر، سيما وأننا بالمبدأ مسيّرون ولسنا مخيرين. «هو من دون شك وباء هزّ الضمائر والشعوب والعلم والجسم الطبي العالمي. ولكن ما يمكنني تأكيده هو أن ما بعد «كورونا» لن يكون شبيها بما قبله. فالإنسان شاء أو أبى سيحدث تغييرات على نفسه وعلى أسلوب حياته معا».

في زمن الـ«كورونا» يمضي وليد توفيق يومه في البيت فيرتشف فنجان قهوته ويقوم بجولة على بريده الإلكتروني في الوقت نفسه. بعدها يتحول إلى ممارسة رياضة المشي في محيط منزله. «وعندما أعود إلى المنزل أقوم بتمارين صوت وعزف على العود لأختم نهاري بجلسة طويلة على الشاشة الصغيرة. فأتابع نشرات الأخبار وكذلك أخبار الوباء خصوصا أن زوجتي جورجينا رزق تهتم بها أيضا إلى أبعد حدود».

ولماذا تثابر على تمرينات الصوت رغم خبرتك الطويلة والغنية بالغناء؟ يوضح: «التمارين التي نجريها للصوت تتعلق بعضلاته مباشرة ويجب دائما العمل على تقويتها كما أي عضل آخر في جسمنا. وإذا ما تهاونا بذلك يمكن أن نخسر صوتنا وقوته. فهذه التمارين بمثابة استمرارية لطبقات عالية فيه قد تصبح ضعيفة في حال أهملناها. كبار الفنانين وعمالقته لم يتوقفوا يوما عن تمارينهم الصوتية. وكما كنت أقصد أستاذة الفوكاليز مدام رطل في القاهرة بهذا الهدف كانت وردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وغيرهم من أشهر الفنانين الذكور يقومون بذلك. ولقد اكتسبت هذه العادة الحميدة من صديقي الراحل بليغ حمدي، إذ كان دائما ينصحني بالقيام بها.

هناك اليوم بعض الفنانين وللأسف لا يعيرون الأمر أي أهمية، وهذا خطأ فادح إذ هم يقصرون من عمر أصواتهم بطريقة غير مباشرة. فجيل الزمن الجميل برمته لم يتوقف يوما عن التدريبات هذه، وكان يخبرنا بذلك».

ويشير وليد توفيق أن صوت الفنان يبقى محافظا على رونقه حتى مع تقدمه بالعمر. «الصوت لا يشيخ ولكنه يتغير بشكل بسيط مثل أي خلايا أخرى في جسم الإنسان. فأم كلثوم ووديع الصافي وغيرهما استمرا بالغناء لأعمار متقدمة لامسا فيها الثمانينات وبقيا محتفظين بقوة النفس التي تسمح للفنان عامة بالغناء لمدة طويلة».

وهل يفكّر اليوم وليد توفيق بتنفيذ أعمال موسيقية جديدة من تلحين وغناء؟ يقول في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الأمر بعيد عني تماما في هذه الأيام، فأفكاري وقلقي يصبان في مكان آخر يشغل العالم أجمع. فكأنّ رأسي توقّف عن الفرز فجأة، فهذه الفترة بحاجة إلى الدعاء والصلاة ومساعدة الغير وكل ما تبقى يمكن تأجيله حتى إشعار آخر».

وماذا بعد انتهاء هذه المرحلة هل لديك تمنيات ستحققها؟ «أهم وأول شيء سأقوم به هو عناق أولادي وتقبيلهم بعد أن صرنا في زمن «كورونا» محرومين من التعبير عن شعورنا وعواطفنا. وسأزور كل من اشتقت إليه وساورني الحنين له، لأعوض عن كل ما فاتني في فترة الحجر المنزلي. فلقد كنا نعيش في ظل نعم كثيرة أغدقها علينا ربّ العالمين ولم نكن نقدر أهميتها لانجرافنا بأمور الحياة وضغوطاتها على جميع الأصعدة».

عندما بدأ انتشار وباء «كورونا» كان وليد توفيق في أفريقيا ولكنه أصرّ على العودة إلى لبنان لأنه توقّع الأسوأ. «لا أعلم لماذا توقعت الأسوأ منذ اللحظة الأولى من إعلان خبر وباء «كورونا» في الصين. وكان لدي إحساس دفين بضرورة عودتي إلى بيتي وأهلي وهكذا حصل».

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial