الأخبار العاجلة

أكاديمية السياسة والفكر الديمقراطي تقيم مؤتمرها تحت شعار ((نحو حوار عربي – كردي ناجح))

الغربية – احمد الدليمي – 11 – 12 – 2021

بدعوة من أكاديمية السياسة والفكر الديمقراطي وتحت شعار “نحو حوار عربي – كردي ناجح” وبالتعاون مع (مؤسسة ستاندر، الجمعية الحرة للكرد الفيليين العراقيية، منظمة ابناء سنجار الانسانية، مجموعة الصداقة الكردية في البرلمان الاوروبي) تم عقد مؤتمرها العلمي المخصص عن الحوار العربي الكردي وسبل تعزيزه يوم السبت الموافق في 11 من شهر كانون الاول من عام 2021 في مدينة بغداد، بحضور أكثر من مائة مندوب من اقليم كوردستان و بغداد وباقي المحافظات الأخرى في العراق. وقد ضم المؤتمر كل المكونات القومية والدينية والأثنية ومن مختلف العقائد والتوجيهات السياسية.
وقد ابتدأت أعمال المؤتمر بعزف النشيد الوطني العراقي ومن ثم تم دعوة الحضور للوقوف دقيقة الصمت على ارواح الشهداء وبعد ذلك القى المحامي الشيخ رحيم الساعدي كلمة الافتتاح ثم تليت كلمة اللجنة التحضيرية التي القاها الاستاذ ماهر الفيلي وتم تقديم كلمات لبعض المؤسسات والمنظمات المتبنية للمؤتمر. وقد كانت اعمال المؤتمر على محورين، وتضمن كل محور عدد من الاوراق وفي اجواء من النقاش الحر تم تقديم عدد من المطالعات والملاحظات وقد تم الردود عليها من قبل الاساتذة المحاضرين والمحاضرات.
لقد عقدنا مؤتمرنا هذا في مرحلة تاريخية مهمة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط التي تدور فيها الصراعات و التناقضات للسيطرة على المقدرات شعوب المنطقة من قبل الدول ذات النفوذ والمشاريع التوسعية.
ان انعقاد مؤتمرنا في بغداد عاصمة السلام والتعايش السلمي، إنما يدل على أنه انعقد بهدف إنتاج حوار بنّاءة بين مكونات العراق المختلفة.
لاشك ان الأزمة والفوضى التي يعاني منها النظام العالمي لا زالت تترك اثرها على واقعنا الراهن بأشد حالاتها حدة في منطقتنا بشكل عام والعراق على وجه الخصوص. ونتيجة هذه الأزمة يعمل النظام العالمي بكل مساعيه للخروج من الأزمة البنيوية التي يعاني منها، وذلك عن طريق إعادة ترسيم حدود منطقتنا سياسياً واجتماعياً وثقافياً وجغرافياً من جديد، وذلك رغماً عن إرادة شعوب المنطقة من عرب وكرد وتركمان وآشوريين. هذه الشعوب التي تعتبر أصيلة في المنطقة والتي لا يمكن الفصل بينهما بسبب التاريخ والثقافة المشتركة التي تجمعهما مع بعض. ويمكن اعتبار سبب بقائها حتى الآن هو اتباعها منهجية العيش المشترك بهوياتها الثقافية المتعددة فيما بينها طيلة آلاف السنين.
في ظِل هذه الفوضى والأزمة انعقد مؤتمرنا في بغداد وتم النقاش حول جملة من القضايا التي يعانيها العراق من بداية تشكله بعد الحرب العالمية الأولى وحتى الآن لا زال العراق يبحث عن هويته الحقيقية الجامعة لكل مكوناته التي كانت مهداً للبشرية بكل علومها وفكرها ومعارفها. وانعقاد المؤتمر هذا بحد ذاته محاولة لإرجاع الثقة بين العراقيين من خلال مناقشة القضايا التي يعاني منها وخاصة كيفية الخروج من مأزق الدولة القومية المتعصبة والدينية والطائفية، التي قوضت أواصر العيش المشترك ما بين شعوبه المختلفة. وكذلك قضية المرأة التي أوصلت العراق لطريق مسدود يبحث عن أية طريقة للخروج من عنق الزجاجة التي تم إقحامه فيها، رغم أن المرأة العراقية كانت السباقة عبر التاريخ في رصف مسيرة التطور الإنساني والحضاري للعراق وباقي المنطقة، لكون العراق أول مكان برزت فيه العقائد والأخلاق وأول بقعة شهدت استقرار الانسان، وأن ذلك لن يكون إلا بتآخي شعوبها وثقافاتها ووحدتهم للتخلص من حالة الاغتراب التي يعيشها وذلك بالعودة للجذور التاريخية والثقافية والحضارية المختلفة، وعليه:
1- يتعهد المؤتمر بالعمل على القبول والاعتراف بكافة الهويات العقائدية والقومية والثقافية (والإثنية)، التي تعيش في العراق على وجه الخصوص ومنطقة الشرق الأوسط وشمالي افريقيا بشكل عام على أن ذلك منبع غنى وتنوع.
2- يؤكد المؤتمر على أن السبيل إلى حل القضايا والتناقضات المتجذرة في العراق والشرق الأوسط، يَكون بالحوار، وليس بالحروب أو بالنزاعات المسلحة. وعليه، فإنه يَقبَل بضرورة “مشروع الأمة الديمقراطية ودولة المواطنة” وبأهمية اعتماده أساساً في بناءِ مستقبلٍ واعدٍ للمنطقة، مرتكزٍ إلى السلام والديمقراطية والحرية.
3- يعمل على حماية وتطوير القيم الثقافية والديمقراطية والاجتماعية والسياسية المشتركة لشعوب المنطقة.
4- يؤكد المؤتمر على الحوار الثقافي المترسخ على مرّ التاريخ بين الشعوب والعقائد الموجودة في العراق أساساً، ويفضح سياسات الدول الهادفة إلى تأليب أو تأجيج العداء بين تلك الشعوب والعقائد عبر شتى الأدوات، كالعصبيات المذهبية أو الدينية.
5- يتضامن المؤتمر مع قضية المرأة ومساواتها مع الرجل في شتى المجالات، وينبذ كل أنواع العنف ضدهنّ، ويؤكد على ضرورة تمكين المرأة وان تأخذ مواقعها بفعالية في كافة ميادين الحياة.
6- العمل على رفض السياسات التوسعية التي تمارسها الدولة التركية في المنطقة ضمن إطار رؤية “العثمانية الجديدة”، وكذلك توظيفها الدينَ أداةً في خدمة مصالحها. وكذلك رفض كل المحاولات بدخول المنطقة تحت هيمنة أية دولة توسعية أو استعمارية.
7- ان تقسيم دول المنطقة وتشكيل الدولة العراقية بحدودها المعروفة جاء برغبة القوة المنتصرة في الحرب العالمية الاولى وكان دور شعوب المنطقة محدود في ذلك.
8- ان النظم الفردية والدكتاتورية والحزب الواحد وسياسة المركزية الشديدة اساليب قد فشلت في بناء دولة المواطنة القائمة على الهوية الوطنية العراقية.
9- ان الديمقراطية واعتماد الفيدرالية واللا مركزية الادارية والادارة الذاتية للتشكيلات الادارية ضمان لتطور الحر في البلاد وافضل الحلول لتعددية القائمة فيه.
10- ان من مستلزمات دولة المواطنة الحديثة هو العلاقة المتكافئة بين الشعبين العربي والكردي وسائر المكونات دون اي ابعاد وتهميش لأي منهم.
11- ضرورة اعتماد الحوار والشفافية عند وجود اي اشكاليات القائمة واتباع الوسائل القانونية والدستورية عند حدوث اي خلاف او نزاع.

فقد أكد ((السيد ماهر الفيلي)) أن نخباً فكرية وثقافية وحقوقية و سياسية من العرب والكُرد التقت بدعوة من ((جمعية الحرة للكرد الفيليين العراقيين – ومنظمة أبناء سنجار الأسانية)) التي تسجّل لها هذه المبادرة التي تعتبر الأولى، وذلك لمناقشة جوهر الموقف من حقوق الشعب الكردي والعربي و أهم الإشكاليات النظرية والعملية والقضايا الخلافية لبحثها ومناقشتها بروح الشعور بالمسؤولية والحرص وبكل صراحة وشفافية،وأضاف الفيلي تم تبادل وجهات النظر واستمزاج الآراء والاستئناس بأفكار متنوعة بشأن واقع العلاقات العربية – الكردية وآفاق المستقبل خصوصاً بعد المآسي والارتكابات التي تعرّضت لها الشعوب

وتحدث السيد بسام عبد الحميد عن أهمية أنعقاد المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه حيث ضم أغلب المكونات القومية والدينية والأثنية ومن مختلف العقائد والتوجيهات السياسية.سابقا كانت الأزمات متسارعة لكن في هذه المرحلة ستكون أبواب الحوار مفتوحة بسبب وجود الشخصيات الاكاديمية لابد وأن تتغير الافكار وأنهاء التعصب يجب أن تكون الحلول جذرية وأن يكون العراق دولة عصرية في زمن المشروع الديمقراطية حيث رفعت شعاراً “نحو حوار عربي – كردي ناجح تتحطّم كل المغامرات على صخرة ”مجموعة الصداقة الكردية في البرلمان الاوروبي ، وذلك انطلاقاً من إيمانها بحق الشعوب المتضامنة..

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial