الدكتور تحسين معلة.. الشخصية الوطنية في زمن البعث
الغربية – احمد الدليمي 15/ديسمبر /2021
مواقف الرجال لا يمكن اختزالها في كتابة قصة رجل ثائر بوجه الطغيان فقط وإنما ستكون سطور إشعاع للأجيال المقبلة، لأنها تسلط الضوء على حقبة من حقب التأريخ الإنساني والحضاري والدخول في غور تفاصيلها نحتاج الى كتب ومجلدات واحيانا الى موسوعة متسلسلة لأماطت اللثام عن تلك الحقب، في هذا المقال المتواضع لانغالي إذ قلنا إننا نعجز في وضع جميع الحقائق كما هي، لأن مساحة الحديث هنا لاتسمح لنا من الناحية الأدبية والمهنية في سرد قصص ومواقف هؤلاء الرجال الذين سطروا أروع الصور في التحدي والإبداع والماثر،فإن خطى (الدكتور تحسين معلة) الذي صنع تاريخا لنفسه وزينه بالعز والكرامة ونكران الذات من أجل وطنه وشعبه ورغم أنه كان يريد أن ينهض بالواقع العراقي المرير برجال السياسة وحبهم للتسلط إلا أنه حقق إنجازات يشهد لها التأريخ بكل معنى الكملة، فعملاق الإبداع العراقي..
(تحسين معله) ولد في محلة (المشراك) بمدينة النجف الأشرف العام (1931) أكمل دراسته الإبتدائية والثانوية فيها..ثم انتقل إلى مدينة بغداد لإكمال دراسته في كلية الطب العام (1949) بدأ نشاطه السياسي (عام 1946) عندما كان طالب في الصف الثالث المتوسط ،بعدها وصلت رسالة معلة عندما انتقل الى بغداد حيث التقى الأساتذة العرب والمحاضرين بالمدارس العراقية.. تأثر بهم بغية الوصول إلى مكامن العلم!! بيد أن أفكار قادة البعث وتوجهاتهم بدأت تتعارض بين اليسار واليمين فحدثت انشقاقات..
يبدو أن (الدكتور تحسين معله) فضلً الإبتعاد عن هذه الأجواء العاصفة.. غير أن عجلة التغير تلاحق الأحداث السياسية وتعاقبها السريع أطاحت بالبعث.. بعدها غادر إلى (الولايات المتحدة الأميركية) حيث حصل على دبلوم الأمراض المتوطنة، ثم عاد إلى بغداد في وقت لاحق وواصل مسيرته النضالية والابداعية وواجه شتى التحديات والمشاكل بسبب مواقفه الوطنية إلا أنه كان صابرا وصبر من آجل نصرة الحق والحقيقة وذكراه ومواقفه الرجولية مازالت خالدة في ذهن العراقيين لايمكن نسيانها مهما مر الزمن..
في (عام 1976) خرج سراً من العراق الى دولة الكويت بعد أن قدم استقالته من ((عمادة كلية الطب – جامعة بغداد)) ترك الجمل بما حمل مستدركا عدم الفائدة من نظام لايملك الروح الوطنية..
فقد وصلته العديد من التهديدات والتحذيرات.. وأخبره أحد أصدقائه المتنفذين بأنه في خطر.. وأن صدام بدأ حملة اغتيالات وتصفيات في صفوف قياديي حزب البعث.. لأنه يشعر بتعصب تاريخي أمام العناصر القديمة في الحزب.. وخصوصاً العناصر التي لم تعره اهتماماً في السابق..
وتم الإتصال برفيق الدرب (الدكتور اياد علاوي) وطلب منه تأمين وصوله الى لندن حيث أن تعرض محاولة تصفية في الكويت بوضع قنبلة تحت سيارته وبعدها طلب منه (الدكتور اياد علاوي) مغادرة الكويت خشية عليه من الخطر وغادر فعلا الى لندن مع (الدكتور اياد علاوي)
في عام (1978) تعرض الى محاولة أغتيال أخرى في لندن بعد أشهر قليلة من محاولة أغتيال (الدكتور اياد علاوي) في داره
واستمرو بالنضال اتفقوا على تأسيس حركة الوفاق مع الدكتور اياد علاوي من أجل إيقاف عجلة التعصب لنظام يصفي الخصوم الأقوياء..
ثم أنتقل الى رحمة الله يوم (15-1- 2005) وترك لأسرته وشعبه أروع صور التضحية بعد أن استمر أكثر من (27) عام من النضال ضد الدكتاتورية..