بقلم – حسين المشهداني -كورونا الى الواجهة من جديد
عندما قال الكاتب محمد مراد إيلدان ان أهم شيء يعلِّمه فيروس كورونا المستجد للبشرية هو: دعونا لا نبالغ في المستوى الذي وصلت إليه حضارتنا! إنه لغطرسة كبيرة أن نرى أنفسنا عظماء! هذا مجرّد فيروس صغير يذكّرنا بذلك! هذا الكلام ليس مجرد حبرا على ورق، فسرعان ما حاولت دول العالم ومن بينها العراق العمل مجددا بمفاصل دوائرها دون الاكتراث للمخاطر التي تسببها كورونا في المستقبل. عاد الفايروس وبقوة انتشار تختلف عن ذي قبل لتصيب العشرات بل المئات في ايام معدودات ما جعل المهتمين والمعنيين بالجانب الصحي، في حيرة من امرهم عن سبب الانتشار واتخاذ اجراءات اكثر جدية للوقاية من هذا الوباء. ليس كورونا هو المشكلة الوبائية في العراق فحسب وانما ظهر ايضا وباء الكوليرا الذي عزته الجهات المعنية الى التلوث في المياه وبعض الاطعمة، بالإضافة إلى الحمى النزفية الناتجة عن التلامس مع الحيوانات، اذ اخذ هذان المرضان مع كورونا يحصدان المزيد من الارواح دون توفير او وجود اي علاجات للقضاء عليهما بشكل نهائي وما موجود من لقاحات لا تكفي ولا تستطيع القضاء على هذه الامراض.
على الصعيد الصحي عملت لجنة السلامة على اصدار تحذيرات من بينها ان يحسب الموظف غائبا وبدون راتب ما لم يحمل كارت التلقيح، في حين قالت وزارة الصحة انها امام تحديات كبيرة قد ارهقت كوادرها بسبب انتشار الاوبئة.
يبقى المواطن هو المتضرر الوحيد من انتشار هذه الأوبئة، مع تهالك الواقع الصحي في العراق وعدم مواكبته للتطورات الحاصلة على مستوى الخدمات الطبية والعلاجات والبنية التحتية في المستشفيات والمراكز الصحية، ما يتطلب التفاته جدية من قبل المسؤولين عن الواقع الصحي من أجل النهوض بالواقع الصحي في مواجهة هذه الأوبئة وغيرها.
–