الغربية – احمد الدليمي
الانغماسي” سجاد سليمان العبيدي الملقب بـ “ابي الزبير” .. تولد العام 1999 ، أحد أفراد التنظيم التكفيري “داعش” وقع بيد حركة النجباء أحد فصائل الحشد الشعبي في العراق .
سجاد يروي القصة ..
يقول الانغماسي سجاد، وهو من اهالي مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ العام 2014، إن “الحالة الاقتصادية للكثير من شباب الموصل تضررت كثيرا بعد 2014″، لافتا الى اغلاق التنظيم “لجميع الكازينوهات في المدينة، فضلا عن معامل الراشي والمطاعم والتي تم تحويلها الى مراكز للأنترنت تابعة للتنظيم، بالاضافة الى تحويل غابات الموصل لمقار امنية تمارس فيها عمليات الاحتجاز والتعذيب لمن يخالف قرارات التنظيم”.
“داعش” يعدم 12 من أقرباء عناصره بتهمة الانتماء للأجهزة الأمنية في الموصل
تدمير محطة وقود تابعة لـ”داعش” ومقتل 17 عنصراً من التنظيم جنوب الموصل
ويبين سجاد، خلال اعترافات له بثتها حركة النجباء واطلعت عليها السومرية نيوز، إن “التنظيم يجلد الزاني ومدخن السجائر ويقطع يد السارق ويرمي اللوطي من اعلى بناية”، لافتا في الوقت نفسه الى أن عناصر تنظيم داعش “يمارسون بعد انتهاء دوامهم مع التنظيم وبشكل خفي التدخين وشرب الخمر والعلاقات الغرامية .. “!!
أشقاء سجاد الثلاث ..
سجاد له أشقاء ثلاثة انتموا الى تنظيم “داعش” ، الاول منهم قتل في احدى المعارك، والثاني أصيب، أما الثالث فبقي يعاني من مرض في معدته، أما سجاد فبقي مستمرا مع التنظيم كـ “مقاتل” حتى القاء القبض عليه من قبل حركة النجباء.
ويروي سجاد كيفية انتماء اخوته لـ”داعش” قائلا، إن شقيقه الصغير هو أول المنتمين للتنظيم، حيث كان “مدخناً للسجائر ومحتسياً للخمر، كما يمتلك علاقات عاطفية مع نساء، ويستمع للأغاني، إلا أنه وحين دخول التنظيم للمدينة انتمى لداعش وآمن بما رواه عناصر التنظيم بأن جميع ذنوبه سوف تغفر حين سقوط اول قطرة دم له في سوح الجهاد”، لافتا الى أنه وبعد فترة قصيرة من انتمائه للتنظيم، “قتل، في تشرين الثاني 2014، في معركة وانة، قرب دهوك”.
أما عن شقيقي سجاد الاخرين، فيروي قصة انتمائهما لـ داعش بالقول، إن شقيقه الثاني كان “مصابا بسرطان المعدة واجريت له عملية قص”، وقد انتمى للتنظيم و”اعلن بيعته في القصور الرئاسية بالموصل”، مشيرا الى ان التنظيم “وفر له وظيفة مريحة في تلك القصور بسبب مرضه”، مضيفا ان شقيقه الثالث قد انتمى للتنظيم “بدعوة من اقاربه الذي يؤمنون بمزاعم داعش وابرزها الجهاد في سبيل الله”.
تدريبات عسكرية وعلوم فقهية ..
تلقى سجاد تدريباته العسكرية الاولى في معسكر ابو مصعب لما يقارب شهر واحد، ليتلقى بعد ذلك علومه “الفقهية والجهادية”، كما أسماها بعد تدريبه العسكري على مختلف انواع الاسلحة.
يقول سجاد، إن “الدراسة الفقهية” التي تلقاها من التنظيم في المعسكر تمت عبر ثلاثة كتب، الاول اسمه “مسائل مفيدة في ابواب العقيدة”، مبينا أنه ذلك الكتاب يتحدث عن “مراتب الدين وهي الاسلام والايمان والاحسان، ثم روؤس الطواغيت وشروط لا الة الا الله، والشرك بالله، والكفر بالطاغوت والايمان عند اهل السنة والجماعة”.
ويشير سجاد الى ان الكتاب الثاني الذي تلقى تدريسه من قبل التنظيم التكفيري يتحدث عن “الصلاة والصيام”، أما الكتاب الثالث فيتحدث عن “الجهاد والاستشهاد وغنائم الحروب والامير في المعارك”.
ويتحدث سجاد عن تدريباته العسكرية التي تلقاها في المعسكر ويقول، إن “اولى مراحل التدريب كانت على سلاح الكلاشنكوف ثم بي كي سي و ار بي جي سفن ، ومن ثم اقتحام المباني والهجوم على العدو”.
المهاجرون والانصار ..
المقاتلون في الموصل على نوعين، النوع الاول “المهاجرون”، وهم روس وصينيون واتراك افغان وشيشان وبنغلاديش ومزيد من الجنسيات العربية والاجنبية ويطلقون عليهم اسم “المهاجرين”، أما النوع الثاني يطلق عليهم بـ “الانصار” وهم من اهالي الموصل، بحسب ما يرويه سجاد الذي يقول إن “المهاجرين” يمتازون بمميزات تختلف عن “الانصار” كـ السكن والتسليح والطعام وغيره.
وعن المميزات بين المهاجرين والانصار، يضيف سجاد، أن التنظيم يعطي رواتبا للانصار “للأعزب 64 الف دينار والمتزوج 200 الـى 300 الف دينار”، أما رواتب المهاجرين فتتراوح بين 400 الى أكثر من 500 دولار امريكي، كما أن طعامهم مجاني فضلا عن اهدائهم سيارات فارهة من انواع ( مونيكا والمرسدس) الحديثة، بالاضافة الى السكن في منازل فارهة، والاسلحة والملابس ونوع التعامل، ويشير الى أن “المهاجر يحمل سلاحا m4 في حين يحمل الانصار كلاشنكوف عادي”.
ويلفت سجاد الى ان هناك صلاحيات كبيرة لـ”المهاجرين” حيث بوسعهم عمل كل شيء تجاه اهالي الموصل، من حيث العقوبات والسجن والجلد.
جهاد النكاح والسبايا .. واللواط في الجزيرة والصحراء
“جهاد النكاح واللواط” أشيع بين صفوف التنظيم التكفيري “داعش” ، وهو في الحقيقة اغتصاب تحت مسمى جهاد النكاح، وأيضا المهاجرون لهم الحق في هذا الجهاد، متى شاؤوا وارادوا ومع من يحبون وتهوى انفسهم.
يقول سجاد إن هناك من النساء “السبايا” من ترضى لنفسها ان تتزوج من احد عناصر التنظيم، وهناك من “يرفضن فيقوم الداعشي باغتصابها”، لافتا الى ان مقاتلي داعش الذين “يتمكنون من سبي النساء من القرى في خطوط القتال الامامية يمارسون الجنس بشكل منفرد أو جماعي” !!
أما عن “اللواط” فيقول سجاد إنه “منتشر في الصحراء والجزيرة” بين اعضاء التنظيم “الذين يتأخرون عن أسرهم لفترات طويلة”، لافتا الى ان التنظيم “امسك بافراد يمارسون اللواط ولم تتم محاسبتهم كونهم مقربين من التنظيم”.
بيجي بايدينا وسندخل بغداد.. وعزل الموصليين عن الاعلام
تحرير مدينة بيجي أثّرّ على نفوس التنظيم التكفيري “داعش” وحطم معنوياتهم حتى بقي يكذب على مقاتليه ويقول “بيجي مازالت بايدينا”، هذا مارواه الداعشي ابو الزبير، حيث قال، إن التنظيم “يخبر اهل الموصل بأن بيجي ما تزال تحت سيطرته وقام بمنع الستلايت والراديو في الموصل لغرض عدم كشف الحقيقة، لاسيما من الاذاعة التي يبثها الجيش العراقي”، لافتا الى أن اهالي الموصل “لا يدركون حاليا حقيقة ما يجري كونهم معزولون عن وسائل الاعلام”، حيث يؤكد التنظم لهم أنه “ينتصر وسيدخل بغداد”.
القبض على “ابي الزبير”
سجاد الملقب بـ “ابي الزبير”، الانتحاري ضمن “داعش” من بين الذين وقع عليهم تنفيذ الكمين للتسلل من جبال مكحول وصولاً الى منطقة الستمائة ، لكن رصد “النجباء” حطم خططهم وقتل المنفذين وتم القبض على البقية ومن ضمنهم “ابو الزبير سجاد العبيدي”، الذي يروي قصة اعتقاله قائلا ، إنه كان يرتدي حقيبة وحزام ناسف وكان متردد في التنفيذ وحاول الرجوع بعد وصوله الى نهاية الجبل، إلا أن اثنين ممن معه احدهما يدعى “براء” والاخر “ابو مريم” وهما من اهالي بيجي، اقنعاه بالاستمرار وعدم خذلان التنظيم، مضيفا “اقتنعت فمشيت وعاد براء وابو مريم .. سمعت اطلاق نار كثيف واصيب شخص كان بجانبي فيما قتل اخرون في حين فجر اخر نفسه”.. ووسط هذه الاحداث يقول سجاد “جاء أفراد من حركة النجباء فاعتقلتني”.