بقلم منتصر صباح الحسناوي ظننتُ نفسي مثقّفاً
قبل سبع سنوات، نشرتُ تغريدة تساءلتُ فيها عن تعريف المثقّف.
كنت واثقاً من أنّ من يكتب عن الثقافة لا بدّ أن يكون مثقّفاً، وربما خُيّل لي ذلك بعد أن توسّعت مكتبتي، ونلتُ شهادةً عليا وصدر لي عدة مؤلفات، وصرتُ أحضر مجالس كبار المثقّفين، وأتردّد أحياناً على شارع المتنبي ومقاهي “المثقّفون”.
وربما كان من دوافعي أن يُقال عني مثقّفاً، لأنّي كنت واثقاً من ذلك.
كنتُ حينها أريد أن أبرهن أنّ الأمر لا ينحصر بشاعرٍ يصدح بأبياته في أمسية، أو أديبٍ يُمسك بقلمه كأنّه سيفٌ من نور، أو من يُتقن الحديث عن الكتب التي قرأها أو لم يقرأها أصلاً.
كثيراً ما يتمّ الخلط بين المثقّف ومظاهر الثقافة، بين وجود الشهادة وعدمها، بين القراءة والوعي، بين نشر المعلومة وعيش الفكرة.
وهل يُمكن لمزارعٍ بسيط، أو بائع خضار، أو عامل بناء أن يكون مثقّفاً؟
وهل الطبيب والمهندس والمدرّس، إذا لم يكونوا من أهل الشعر واللغة، يُحسبون خارج هذا العالم؟
وعلى الرغم من تداخل الكثير من النقاشات حينها، والتي أجبرتني على مراجعة عددٍ من النصوص في هذا الأمر، أظنّ أنّ الغرور قد اتّسع بي حتى ظننتُ أنّ بإمكاني أن أضع تعريفاً جامعاً!
فتجرّأتُ على وضع تعريفٍ للمثقّف ظننته حاسماً: