مسعود بارزاني: الاستقلال حقيقة ستصبح واقعاً عما قريب
الغربية – اربيل – سلمان البياتي
قال رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود بارزاني في مقابلة له مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نشرت اليوم السبت، رداً على سؤال بخصوص استقلال إقليم كردستان العراق بأن «الاستقلال ليس مجرد حلم، أو أنه مجرد كلمة تقال، إنما هي حقيقة وستصبح واقعاً عما قريب».
مؤكداً أنه «لأجل تحقيق هذا الهدف سوف نبذل كل ما بوسعنا، لكننا في المقابل لن نلجأ للعنف، إنما سنسلك نهج السلام لتحقيق هدفنا». مضيفاً «إن ستة ملايين شخص يعيشون في كردستان حالياً، وإن الوقت حان لإعلان كردستان دولة مستقلة، ويجب أن نخطو خطوات عملية نحو هذا الهدف ولن نقول بعد الأن شمال العراق، بل سنقول كردستان».
في السياق قال معروف ملا أحمد عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا لـ ARA Newsبأنه «من حق الشعب الكردي في كردستان العراق أن يقرر مصيره، وبارزاني له كل الحق بالمطالبة بالاستقلال كونه رئيس الإقليم ويرى في ذلك مصلحة شعبه»، مضيفاً «إن أي جزء من كردستان أعلن استقلاله فإن الفائدة ستعم على الأجزاء الأخرى من كردستان من جميع النواحي».
بدوره الكاتب الكردي محمد قاسم عقب لـ ARA News حول مستقبل أو حظوظ قيام دولة كردية في ظل الضغوط الدولية والإقليمية، قائلاً «في التغييرات نصيب يتجلى باستمرار في تصريحات الرئيس مسعود بارزاني والذي أتمنى على القوى الكردية المختلفة أن تتجاوز اختلافاتها وتلتم حوله في هذه المرحلة المهمة. فلا بد من شخصية قيادية تستقطب الكرد في ظروف كهذه، حيث يبدو أن مستقبل المنطقة تتحدد فيها سياسياً. وبحسب التحليلات وما يُلاحظ من المجريات، ومن تحليلات نسمعها أو نقرأها، وما ينبثق من قراءتنا لمعطيات المشهد السياسي فإن الاتجاه نحو تأسيس كردستان يبدو واقعياً».
مضيفاً «لا نتحدث عن القيم الأخلاقية وندم الغرب على تفويت الفرصة على الكرد في مطلع القرن الماضي، وتطبيق اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة. فلغة السياسة عموماً والسياسة الغربية خصوصا لم تتبن يوما الأخلاق، بل إن العلوم السياسية لديهم مبنية على أمر محوري وجوهري هو المصالح».
منوهاً أنه «فقط إن مستوى تطور الممارسة السياسية ومنها نظام الحكم جعلت المصالح العامة تغلب ويضمنها القانون والنهج الديموقراطي في إدارة الحكم. وقد شهدنا جميعا سلاسة انتقال السلطة بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب والرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما».
أضاف الكاتب «نتحدث عن مقتضيات مصلحية غربية ‹وللكرد دور أيضاً، من خلال ثورة كولان بقيادة بارزاني –خاصة-وما تلاها من نضال الكرد الشرس –لولا انقسامات تؤثر على وهجه –›، فالعلاقات الغربية العربية والتركية والفارسية تبدو كأنها ترهلت. ولم تعد تستجيب لوتيرة المصالح الغربية كما كانت لأسباب كثيرة، ثقافية وسياسية وواقعية ذات صلة بالتغيرات والتطورات… الحاصلة على كل صعيد. وأهمها الاقتصادية التي تمثل المحرك للسياسة الغربية أساساً ولروسيا أيضا، فتسمية ‹بنية تحتية› تمثل هذا الواقع، وإن جدولة خرائط المنطقة تقتضي تغيرات منها التأسيس لكردستان. لتستقيم في خطط القوى الدولية –ودوما الغربية (أمريكا) هي الأكثر تأثيراً».
مشيراً أن «هذه الجدولة تقتضي تغييرات تصحح الاتجاهات المؤثرة سياسياً لما فيه مصالح هذه القوى. والكرد لا يملكون أن يقاوموا الجميع والغرب خاصة، وقد دفعوا ثمن الموقف باهظاً، فضلاً عن ما يشبه انتقاماً من دور صلاح الدين الأيوبي على الرغم من إعجابه به وتصنيفه كـعدو نبيل»، مضيفاً «فالغرب يسهل عليه تجاوز العواطف والانفعالات بواقعية سياسية تجعله يدرك أن الكرد ‹كوردستان› يمثلون قوة توازن بين كل من تركيا وفارس والعرب في اتجاه سياسي يميل إلى قبول التعامل مع الغرب بتضحيات اقتصادية لقاء الحفاظ على حياة طبيعية أو شبه طبيعية قياساً لما كانت في ظل أنظمة تركية وعربية وفارسية كانت تقتل الكردي –ولا تزال-وتسلبه ماله أيضاً /اقتصاده».
في معرض استدلاله على ما أسلف، أشار الكاتب إلى ما اعتبره إحدى المؤشرات التي تؤكد هذا المنحى ما صرح به اللواء المتقاعد أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة: «يجب أن نعمل على إيجاد كردستان الكبرى بالطرق السلمية لأن من شأن ذلك أن يخفف من المطامع التركية والإيرانية والعراقية، وستقتطع دولة كردستان الكبرى من ثلث إيران وثلث تركيا وثلث العراق».
قاسم أضاف «يبدو جليا أن موقف المملكة السعودية مؤيد والا ما كان صرح اللواء أنور عشقي بما صرح به في مملكة كل السياسة فيها ممسوكة بقبضة حديدية. ومن باب أولى تأييد إسرائيل ولأسباب عديدة. فضلا عن أوروبا وروسياً …الخ».
اختتم الكاتب محمد قاسم حديثه لـ ARA Newsبالقول «يبدو أن كردستان تطبخ على نار هادئة. لهذا ندعو إلى التفاف الكرد حول الرئيس مسعود بارزاني في هذه المرحلة. وبعد التأسيس لكل حادث حديث».
سبق وأن أعلن رئيس الإقليم مسعود برزاني عن نيته إعلان الاستقلال عن العراق وسط أحاديث عن ‹موافقة› دول عديدة على هذه الخطوة.