الوكالة الغربية للانباء – بغداد – وصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى باكستان حيث التقى مع رئيس الوزراء نواز شريف الذي يسعى لاستغلال الزيارة لنزع فتيل التوتر الطائفي بين السعودية وإيران.
وكان إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر يوم السبت قد أشعل التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأغضب إيران المنافس الرئيسي للرياض في المنطقة.
وقطعت عدة دول سنية متحالفة مع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد أن هاجم متظاهرون السفارة السعودية في طهران.
وتسعى باكستان التي تعيش بها أقلية شيعية كبيرة لتحاشي مناصرة طرف دون الآخر في الخلاف في وقت يسعى فيه رئيس وزرائها للقضاء على العنف الطائفي في الداخل وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع كل من السعودية وإيران.
وقال مكتب شريف في بيان “عبرت باكستان عن قلقها من تصعيد الموقف ونددت بحرق السفارة السعودية في طهران.”
وأضاف “رئيس الوزراء دعا لحل الخلافات بوسائل سلمية لصالح وحدة المسلمين.”
والتقى الجبير أيضا مع قائد الجيش الباكستاني رحيل شريف ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية سارتاج عزيز.
وتأتي الزيارة بعد أن نأت باكستان الشهر الماضي بنفسها عن تحالف ضد الإرهاب أعلنته السعودية وقالت إن باكستان من ضمن المشاركين فيه.
كما أحجمت باكستان عن تلبية دعوة سعودية للانضمام إلى تحالف تقوده الرياض وتسانده معظم دول الخليج العربية للتدخل في اليمن للتصدي للحوثيين المدعومين من إيران.
وقال المحلل الصحفي مشرف الزيدي من إسلام أباد إن “باكستان لا يمكنها تحمل ما تتطلع السعودية للحصول عليه” مضيفا أن باكستان ستكون الخاسر الأكبر في صدام طائفي واسع النطاق بين السنة والشيعة.
وأضاف قائلا “البراعة الحقيقية هي في (ضمان) عودته (الجبير) راضيا دون تقديم أي شيء له قد يثير استياء نظيره الإيراني.”
وتسعى باكستان لتعزيز الروابط التجارية مع كل من إيران والسعودية والاستفادة من مواردهما الوفيرة من الطاقة.
وتأمل كذلك في الانتهاء من مد خط رئيسي للغاز إلى إيران يتيح لها استيراد الغاز الطبيعي من طهران مع رفع العقوبات المفروضة عليها.
لكن باكستان والسعودية ترتبطان منذ عقود بتحالف وثيق وأمضى نواز شريف فترة في المملكة في العقد الأول من هذا القرن بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري.
في نفس السياق عام 2014 قدمت السعودية لباكستان 1.5 مليار دولار “هدية” لزيادة احتياطيها من النقد الأجنبي.