عبد الله حمدوك, هل يحمل مفتاح الحل لمعضلات السودان؟كانترحلة أكاديمي من قريته الصغيرة إلى رئاسة الوزارة
متابعة الغربية – معاذ الراوي – 7 – 9 – 2019
في أول حديث له بعد أدائه اليمين الدستورية رئيساً لوزراء السودان، في 20 من أغسطس (آب) الماضي، ترك الدكتور عبد الله حمدوك انطباعاً مغايراً لدى الرأي العام السوداني، بتشخيصه البسيط لمشاكل البلاد وكيفية الخروج منها. وأرسل رسالة بصرية ونظرية مفادها أن اختياره لوزراء حكومته سيقوم على أساس الكفاءة، مستهلاً عهده باعتراف يقول: «المهمة التي أوكلت إليّ صعبة وعظيمة، ولكن سأعمل مع الشعب السوداني للعبور بالبلاد إلى بر الأمان».
برز اسم عبد الله حمدوك وأصبح يتردد كثيراً، بعد اعتذاره عن تولي منصب وزير المالية والاقتصاد، في التشكيل الوزاري الأخير لنظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير قبل سقوطه بأشهر، وتحت رئاسة رئيس الوزراء الذي عيّنه البشير معتز موسى.
فُصل حمدوك، الموظف بوزارة المالية عن العمل، أثناء متابعته دراساته الجامعية العليا في جامعة مانشستر البريطانية، إبان الهجمة الشرسة للنظام السابق التي أحال بها المئات من الموظفين للصالح العام والتمكين لمنسوبيه في أجهزة الدولة. وعندما طُرح مرشحاً لرئاسة الحكومة تباينت آراء النخبة السودانية حوله. فالبعض لا يرى فيه السياسي المتمرّس القادر على قيادة البلاد بعد ثلاثة عقود من الحكم الشمولي القابض، بل يرى أن الموقع الأنسب له وزارة المالية والاقتصاد، لما يتمتع به من خبرات كبيرة في هذا المجال. وفي المقابل، رأى آخرون أن الكفاءة والخبرات إلى جانب العلاقات الخارجية التي نسجها حمدوك إبان سنوات عمله في المنظمات الأممية والدولية، من المؤهلات التي ربما تمكنه بسهولة من قيادة السودان بسلام خلال الفترة الانتقالية.