ألمانيا المهددة بالركود تقود سياسات الطريق الثالث مع الصين, وتم توقيع 11 اتفاقية اقتصادية على هامش زيارة ميركل إلى بكين
متابعة الغربية – الدكتور ناصر الرحال – 7 – 9 – 2019
في الوقت الذي تخوض فيه الولايات المتحدة حربا تجارية شعواء ضد الصين، فإن دولا أخرى لا تلقي بالا إلى الانتقادات الأميركية الخاصة بـ التجارة غير العادلة أو التلاعب بالعملة، مستفيدة بالعلاقات الثنائية مع بكين بطريقتها الحالية… لكن يبدو أن أوروبا تقف في موقف وسط بين الطرفين، إذ تنتقد بعض السياسات الاقتصادية الصينية، لكنها لا ترى أن الحل يكمن في الرسوم العقابية التي تشعل الاقتصاد العالمي؛ بل عبر طريق ثالث يشمل اتفاقات أكثر وضوحا مع دور رقابي.
وتبدو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المسؤولة عن أكبر اقتصاد أوروبي، في ريادة هذا الطريق. وفي مستهل زيارتها لبكين الجمعة، أعربت أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تؤثر على العالم ككل، وإنها تأمل في التوصل إلى تسوية لها قريبا.
وتقع الشركات الألمانية في مرمى نيران الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وانكمش اقتصادها، وهو الأكبر في أوروبا، بفعل تراجع أكبر للصادرات في الربع الثاني من العام، ويقول خبراء اقتصاد بارزون إنها تواجه ركودا على الأخص بعد بيانات صناعية ضعيفة نُشرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وبالأمس أظهرت بيانات اقتصادية تراجع حجم الإنتاج الصناعي في ألمانيا خلال يوليو (تموز) الماضي، نظرا لأن التوترات التجارية وتراجع ثقة الأعمال ألقت بظلالها على حجم الطلب العالمي.
وذكرت «بلومبرغ» أن الناتج الصناعي في ألمانيا تراجع في يوليو بنسبة 0.6 في المائة مقارنة بشهر يونيو (حزيران)، في حين كان خبراء الاقتصاد يتوقعون تحسنا طفيفا في الإنتاج. وأشارت البيانات أيضا إلى تدهور الآفاق الاقتصادية لأكبر اقتصاد في أوروبا، حيث إن تراجع الإنتاج الصناعي بنسبة سنوية تبلغ 4.2 في المائة وانخفاض طلبيات المصانع يعكس عدم حدوث تغيرات في المستقبل القريب.