بقلم انسام المالكي
أن الظروف الخطيرة التي خلفتها الحروب المختلفة والحصار الشامل والواقع الأمني أثرت في الكثير من جوانب الحياة في العراق وفي مقدمتها قطاع التربية والتعليم فقد تسببت في عرقلة الخطط المرسومة لتطوير رياض الأطفال من النواحي الكمية والنوعية، فأحدثت الأنتكاسات في مسيرة التطوير خلال السنوات الماضية..
إننا نأمل أن تولى مؤسسات الطفولة وفي مقدمتها قطاع التربية والتعليم الأولوية والأهمية لأن الإنسان عامل أساسي في إعادة البناء الشامل، إذ أن الأهتمام بالطفولة أستثمار ما بعده أستثمار، إذا ما نظر إليه على أساس الربح والخسارة.
إن مرحلة رياض الأطفال مرحلة تربوية هامة لا تقل أهميته عن المرحلة التعليمية الأخرى وهي حقا مرحلة الأساس القوي لجميع المراحل التربوية القادمة لذا يسمى السلم التعليمي والسلم التعليمي في أي بلد لا يكون كاملا وقويا ما لم يبدأ بمرحلة تعليمية هادفة قائمة بذاتها فلسفتها التربوية وأهدافها التعليمية وبرامجها ونشاطاتها التربوية وسيكولوجيتها التعليمية الخاصة وطبيعة أطفالها وحاجاتها الأساسية
ومعلماتها ذي الأختصاص وبناياتها ذات التصاميم المناسبة لأعمار الأطفال وأدوات ألعابها المتنوعة وأساليب تقويم أطفالها ضمن أطار تربوي متكامل ,
وأن لهذه المرحلة دور بارز وتعد مرحلة تكوينية وتؤثر على تطوير حياته وترسم معالم شخصيته في المستقبل وكلما زاد الاهتمام بمرحلة الطفولة كلما تفتح وتطور القابليات والقدرات البشرية وأدى إلى تحديد الأتجاهات والميول والإبداع والابتكار,
وان الفلسفة التي تقوم عليها الروضة التي عملت فيها ببغداد منطقة السيدية تشترك في القواعد الأساسية لأنها مصدر جيد لمعرفة النمو عند الإنسان غير إن التخطيط الجيد هو الأساس الذي تقوم عليه أية روضة جيدة مهما كانت الفلسفة التي تجري ورائها, وقد وضع التربويون في أوربا الأسس الفلسفية لرياض الأطفال والتي وصلت إلى أعلى نقطة وهو حديقة الأطفال وتتضمن فكرة (إن الأطفال مثل نباتات الحديقة يجب أن نتولاها بالعناية الفائقة لتنمو وتزدهر)
إن رعاية الأمم لأطفالها وتوجيه نموهم نحو الأهداف التربوية المرسومة تعد مقياساً مهماً لتقدمها ورقيها الحضاري والثقافي، وإن العناية بهم وتربيتهم وتعليمهم واجب أساسي لكل مجتمع يتطلع نحو النهوض والتقدم. ونظراً لأهمية الطفولة وقيمة مردود الجهود التي تستثمر في رعايتها، أنشئت منظمات محلية وإقليمية ودولية لرعايتها وتوفير المقومات الأساسية التي تكفل نموها وتعلمها وتغذيتها وعلاجها. وتعد رياض الأطفال من المراحل التعليمية المهمة في أي نظام تعليمي فعال، فهي مرحلة الأساس في بناء شخصية الطفل المستقبلية ولها الدور الحاسم في تنمية مواهبه وتوسيع مداركه. وإن إتاحة الفرصة للأطفال خلال هذه المرحلة من حياتهم لاكتساب بعض الخبرات، تزيد من نمو قدراتهم المختلفة وخاصة قدراتهم على التكيف ومواجهة المشكلات، كما أن البيئة الغنية بالخبرات المتنوعة التي يتعرض لها الأطفال تنمي ذكاءهم وقدراتهم المختلفة، ولهذه الأهمية الحيوية أصبحت رياض الأطفال مرحلة تربوية وتعليمية ضرورية في مثل هذه السن قائمة بذاتها لها فلسفتها التربوية وأهدافها التعليمية ومناهجها وأساليب تعلمها المتميزة ووسائلها وألعابها المتنوعة وبناياتها الخاصة ومعلماتها المؤهلات تربوياً ونفسياً للتعامل مع أطفال الروضة بوعي ورغبة ونشاط متواصل.