الأخبار العاجلة

الـدكتور الـدليمي يــشعل الأذهـان بــ محاضرة نـوعية حـول تــأثيرات الـرقمنة على وسـائل الإعـلام

الغربية – بغداد – متابعة وكالات – احمد الدليمي – 1 / مايو / 2025

ضمن فعاليات مشاركة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الفعالة في معرض ابو ظبي الدولي للكتاب تم تنظيم ندوة نوعية مساء الثلاثاء التاسع والعشرين من نيسان الجاري قدمت فيها محاضرة قيمة جدا ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، قامة الإعلام وأحد أبرز المتخصصين في علوم الاتصال على مستوى الوطن العربي، حيث استعرض بعمق وتحليل ثاقب التأثيرات المتزايدة للثورة التكنولوجية الاتصالية الرقمية على مختلف جوانب حياتنا.
استهل الدكتور الدليمي محاضرته باستحضار مشهد من فيلم خيال علمي قديم، ربطه بعبقرية بنظريات رائد علم الاتصال مارشال ماكلوهان الشهيرة، وعلى رأسها مقولته “الوسيلة هي الرسالة”، ليفتح بذلك نافذة على التساؤلات الجوهرية حول دور وسائل الإعلام وتأثيرها العميق على سلوكنا وتصوراتنا للعالم.

وتساءل الدكتور الدليمي بأسلوب تفاعلي: “تخيلوا للحظة عالمنا اليوم بدون شبكة الإنترنت أو الهواتف الذكية، مع وجود أكثر من سبعة مليارات نسمة؟ كيف ستكون حياتنا؟” ليؤكد على التحول الهائل الذي طرأ على أنماط حياتنا اليومية، مشيرًا إلى أن متوسط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي عالميًا يتراوح بين ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات يوميًا، مع تفوق بعض الدول في هذا المعدل.
وقارن الدكتور الدليمي بين الماضي القريب والحاضر الرقمي، مستذكرًا انتظارنا لصحف الصباح لمعرفة نتائج المباريات أو الأخبار الهامة، ليؤكد أن “كل شيء اختلف الآن”. كما لفت النظر إلى تحول دور المذيع التلفزيوني من “سيد الموقف” في نقل الأخبار قبل عقدين من الزمن، إلى واقع أصبح فيه “كل من يمتلك هاتفًا نقالًا ناقلًا إعلاميًا للأخبار”.
وأشار إلى القدرة الهائلة التي نمتلكها اليوم على نقل ملايين الأخبار والمعلومات في لحظات، متسائلًا عن عدد المرات التي نتفقد فيها هواتفنا يوميًا والشعور بالقلق عند فقدانها. ليخلص إلى أن “التكنولوجيا لم تغير عمليات الاتصال فحسب، بل غيرت حياتنا وسلوكنا وطبائعنا”، مؤكدًا أن هذا التحول “زلزال هز حياتنا ويزداد تأثيره كل يوم أكثر من قبله”.
وقدّم الدكتور الدليمي عرضًا شاملاً ومفصلًا لتأثيرات الثورة الرقمية الحالية والمستقبلية، مستندًا إلى خبرته العميقة في هذا المجال. فقد تناول سهولة التواصل العالمي، والوصول غير المسبوق إلى المعلومات، والتغيرات في أنماط العمل والترفيه والتجارة والتعليم والصحة. كما استشرف المستقبل بتوقعات حول زيادة الاتصال والتفاعل عبر الواقع الافتراضي والمعزز، وتكامل الذكاء الاصطناعي في حياتنا، وانتشار إنترنت الأشياء، وتطور الرعاية الصحية، والتغيرات الجذرية في سوق العمل، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية وتطور التعليم المستمر.
ولم يغفل الدكتور الدليمي الجوانب السلبية المحتملة لهذه الثورة، محذرًا من تفاقم الفجوة الرقمية، وتحديات الخصوصية والأمن السيبراني، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا وتأثيره على الصحة العقلية، وانتشار المعلومات المضللة، وتأثير الأتمتة على سوق العمل، والتأثيرات البيئية، وتآكل المهارات الأساسية، ومخاطر التلاعب والتأثير النفسي.كما جرت حورات واسئلة نوعية لعدد من الحضور الفاعلين تضمنت افكار وتصورات ووجهات نظر عززت نتائج المحاضرة
وفي ختام المحاضرة، أكد الدكتور الدليمي على ضرورة الوعي بهذه التحولات والاستعداد للتكيف معها والاستفادة من الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية، مع ضرورة معالجة التحديات المحتملة بشكل فعال من خلال التعاون بين مختلف الأطراف.
وقد لاقت المحاضرة استحسانًا كبيرًا من الحضور، الذين أشادوا بعمق التحليل وشموليته وأسلوب الدكتور الدليمي المتميز في تقديم هذه القضايا المعاصرة الهامة. وتعتبر هذه المحاضرة إضافة نوعية للمشهد الثقافي والإعلامي العربي والدولي، وتسلط الضوء على أهمية فهم تأثيرات الثورة الرقمية وتوجيهها نحو خدمة المجتمعات.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial