متابعة ريسان خميس الحيالي – بغداد – احتضنت وزارة الثقافة المؤتمر السنوي الثالث الذي أقامه المركز العراقي للإعلام، والذي حمل عنوان “دور الإعلام المستقل في تعزيز المصالحة الوطنية”؛ لمناقشة واقع الإعلام ما بين التنفيذ والتشريع، بمشاركة عدد من المؤسسات الإعلامية والمثقفين والقنوات الفضائية.
واكد الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري إنّ دور الإعلام مهم جداً في هذ الفترة التي يمرّ بها العراق، وخصوصاً موضوع آليات التطبيق وطرق التنفيذ (السلبيات والإيجابيات) كما إنّ حمل هذه الرسالة يمثلّ الأمانة التي تعجز عن حملها أكتاف وأكف كثيرة تتصدر هذا المشهد وتحسب عليه باعتباره يمثلّ معركةً ومنازلة ورسالة كبيرة وثقيلة”.
وأضاف الجابري”لعلّ الحرية التي نعيشها اليوم، وخاصة حرية الكلمة والقول والفكر والرأي والقلم والعقيدة، أتاحت إلى شرائح ولفئات كثيرة أن تنزل إلى هذا الميدان وهي مجردة من أدواتها ومن سلاحها ومن قواها الحقيقية، فالحرية تنتهي من حيث تبدأ حرية الآخرين، كما أن حرية أي فرد ومجموعة وكتلة وكيان، تبدأ من الذات، ولكنّها تنتهي عند حرية الآخرين”.
وبين “اليوم هنالك ساحات متداخلة ومفتوحة على بعضها وهي ساحات ثقافية وفكرية وعقائدية وأيديولوجية، وهنالك غابة من وسائل الإعلام، وجيوش من الإعلاميين والكتّاب والصحفيين والمثقفين والمفكرين والمبدعين.. كلّ هذا الزحام والتداخل، بالتأكيد يكون فيه احتكاك ساخن أحياناً، وقد يكون لهذا الاحتكاك نتائج وتبعات وإسقاطات سيئة وخاصة على بلد مضطرب ومجتمع متداخل على بعضه، أُريد له أن يعبأ بالعبوات بالخلافات وبالفتن بالمأزق”.
وتابع الجابري” لذلك فإن مهمة الإعلام، ومهمة القول والرأي العام وصناعته مسألة معقدة وصعبة، لكنّنا تعاملنا معها بسهولة واستسغناها نتيجة للحرية المطلقة التي وُهبناها وأعطيت لنا على حين غرة لذلك وقعنا في مطبات كبيرة”.
وتمنى الجابريً “أن تتحرك الساحة الثقافية والإعلامية، حتى تكون الفائدة أعم وأشمل لتأسيس حركة مسؤولة وواعية،ولأننا أريد لنا من جهات محترفة دولياً وعالمياً تأمرت على هذا البلد، الإطاحة بالتجربة الديمقراطية والعملية السياسية في بلدنا، فهنالك فخاخ كثير ومتداخلة وشراك منصوبة، لكلّ طائفة، ولكلّ كتلة سياسية، ولكلّ عرق وقومية في هذا البلد، بالنتيجة يراد للجميع أن يقعوا في هذا الشرك وفي هذا الفخ؛ لكي يسقط بعد ذلك العراق، فهذا هو الهدف