الغربية – بقلم الدكتور ناصر الرحال – 10 – أبريل – 2020
الكوادر الطبية العراقية أذهلت العالم وطوقت (كوڤيد – 19. الجائحة العالمية)، دراما بدأت بغموض شديد التعقيد والآن بات من الصعب عند البعض استيعابها أو حتى تصديقها. ولكنها واقعٌ حَجَزَ الدول والعالم أجمع، وأربك الأحلام والمخططات، وأصبح هاجس الكثيرين، ودعاء المتضررين. أتت لتغير مسارات ونهج العلماء وتقودهم إلى تعميق التفكير للتغلب أو بالأحرى للسيطرة عليها. لقد ظهر مع هذه الجائحة الكثير من العبارات والمصطلحات التي بتنا نسمعها وتعودنا عليها مثل: «خليك في البيت، التباعد المجتمعي، (السلام بالعين والنظر)، (لا تصافح) !
لماذا يحبس الشخص نفسه بالبيت؟ وإلى متى؟ وكيف يتم التباعد المجتمعي؟ ولماذا لا نتصافح؟ وكيف يتم السلام بالنظر؟ تجيب على هذه التساؤلات أطلعنا عليها الدكتور ناصر الرحال من مشاهير أطباء الجراحة التجميلية في العاصمة العراقية بغداد، وتوضح أن من الصعب على الكثيرين منا فقدان الحميمية والأحضان في علاقاتنا الأسرية والمجتمعية خاصة أننا شعوب تربينا على السلوك الجسدي للتعبير عن مشاعرنا وفي التواصل فيما بيننا. لكن الانتقال إلى العالم الجديد بات يقودنا إلى تعميق الفكر والحرص أكثر على ذوينا وأحبتنا وأهلينا، فكلنا مسؤولون عن ردود أفعالنا في الالتزام والحرص في فهم المعنى والبعد الحقيقي لوبائية وانتشار هذا المرض.
ما هو تسطيح المنحنى؟
علينا معرفة كيفية السيطرة على الوباء وذلك بدفعه نحو الانحسار، وليس بالانتشار؛ وذلك بـ تسطيح منحناه curve flattening) بما يساعدنا على تجاوزه والتخلص منه. وتقول الدكتورة إلهام قطان إن تسطيح المنحنى أو تسوية المنحنى هو مصطلح جديد بالنسبة للبعض من الناس حيث إنه أخذ في الظهور مع هذا المرض في الكثير من الأوساط والمجالات العلمية. وقبل أن نشرح هذا المنحنى، سيكون من الأفضل أن نفهم كيف أنه ينطبق على انتشار هذا الڤيروس، COVID – 19 – وذلك بين السكان والمجتمعات. فإذا قمنا برسم عدد الإصابات على الرسم البياني في الشكل المرفق رقم (1) فسنجد أنه لن يرتفع في خط قطري مستقيم عند تركه بدون ضوابط (بدون تدخل) أي إذا لم نفعل ما يكفي لمنع حدوث إصابات جديدة وهي (الإجراءات الاحترازية الوقائية) وبالتالي فإن معدل الحالات الجديدة سوف يزداد بشكل كبير ومستمر وبالذات مع التواصل والاتصال المجتمعي كل يوم وكل ساعة.
وعندما نستخدم عبارة (المنحنى) فإنها، علمياً، تكون على الأغلب للإشارة إلى الزيادة التصاعدية للعدوى كما هو مُشار إليه في شكل (1) وهذه الزيادة التصاعدية ستكون في التزايد المستمر كأسوأ ما يمكن إذا لم تقم الدول بوضع آلية لمنع هذا التزايد ومنع الإصابات الجديدة أو بالأحرى الانتشار وذلك بالتدخل بتطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية؛ وحينئذ فإن تسطيح المنحنى يُشير إلى إبقاء عدد الحالات الجديدة على مسار أقل وأكثر قابلية للتنبؤ به.أنتهى