الغربية – خاص – احمد الدليمي – 25 / ابريل / 2023
ضمن مبادرات الدكتور حسنين معلة رئيس مجلس أدارة نادي الصيد العراقي تم أعداد الطبعة لكتاب المرحوم الدكتور الطبيب تحسين تحت عنوان من ذاكرة الدكتور تحسين معلة من خلال المعلومات الجديدة وشهادات المعارف وأصدقاء ورفاقه دونت دار الحكمة اللندنية ذاكرة السياسي الطبيب العراقي الراحل تحسين معلة،وتولى اعداد الكتاب والتعليق عليه الأعلامي العراقي المقيم في لندن سيف الدين الدوري، فيما تولى تدوين اقواله المترجم والناشط اليساري الراحل مهدي السعيد.
ولد معلة في مدينة النجف عام 1931 واكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدارسها وغادر الى بغداد عام 1949 لدراسة الطب وتخرج من الكلية عام1955 وعين بعد 17 تموز 1968 سفيراً للعراق في الجزائر ثم عميداً لكلية الطب ببغداد، وعرف بانتمائه الى صفوف حزب البعث وأصبح قيادياً في تنظيم الحزب.
واشتهر بتقاطع افكاره مع صدام حسين، فغادر الى لندن واستقر في بريطانيا معارضاً للنظام. وفي سيرة الدكتور تحسين معلة كثير مما يمكن قوله، ولذلك يكتسب الكتاب أهمية تاريخية بالغة
وقال الدكتور حسنين معلة عن عمه الدكتور تحسين معلة منذ صغري وألى ان كبرت وأصبحت واحد من أفراد المجتمع العراقي مررت بالعديد من التجارب الحياتية المعقدة وكانت أصعبها فقداني لوالدي فاضل معلة رحمه الله وأنا في (سن 21سنة) وكنت أنذاك في الصف الثاني كلية الهندسة جامعة بغداد وابتداءأ فقد داهمتني الأحداث والمواقف الصعبة لكنني وعائلتي أستطاعنا مواجهتها والتغلب عليها من خلال أستخدام العقل والحكمة والدبلوماسية النقية وبذلك أستطعنا النفاذ من الأنعكاسات الخطيرة التي كادت أن تقضي على العائلة..كان أبي فاضل معلمي الأول الذي الهمني حب الخير واحترام العمل والدفاع عن حقوق البسطاء والضعفاء ومساعدة الناس المحتاجين للمساعدة وكذلك غرس فينا عشق العروبة والتمسك بها وكان التمسك بتعاليم ديننا الأسلامي الحنيف موازيأ لتمسكنا بعروبتنا لكن بدون شوفينيه أو تعصب..لذلك أصبح عمي المرحوم الدكتور تحسين معلة هو كبير الأسرة وأنظارنا متوجهة له ولكننا كنا نخشى ذكر أسمه لانه ترك العراق عام 1976 ووفاة الوالد كانت (1979)وبعد بروز أسمه كأحد أقطاب المعارضة ضد النظام الدكتاتوري خصوصأ بعد عام 1991 أشتدت المضايقات والتحقيقات بجهاز المخابرات من أجل منعه من نشاطه المعادي للنظام انذاك وفي أول لقاء بي مع عمي كان في شهر كانون الثاني (عام 2004) أي بعد قرابة 28 عامأ على تركه العراق شعرت بمدى المعاناة والعذاب الذي تحملته من أجل النضال للخلاص من الدكتاتورية فلم يكن سهلأ على رجل تحمل هذه الصعاب وهو مسؤول عن عائلة مكونة من زوجته واطفاله الثلاثة لكن مبدئيته كانت هي الغالبة فقد أثر على التحدي والمواجهة الى أخر يوم في حياته علمأ أنه على كل شي قدير وللتاريخ أقولها عند لقائي الأول به (عام 2004) سألته من هم الأشراف في حزب البعث فأجابني أن أشرفهم
1- عبد الخالق السامرائي
2- فؤاد الركابي
3- محمد محجوب الدوري
4- رياض ابراهيم حسين العاني
5- جعفر قاسم حمودي
واخرين لا تستعين بي الذاكرة لذكرهم لكثرتهم وكان حبه لرئيس الجمهورية احمد حسن البكر كبير جدا وقد لا حضت ذلك أثناء سرده لي بعض الحوادث التاريخية التي مرت بالحزب وكان يكرر دائمأ أن صدام حسين هيمن على السلطة وفي وجود البكر وانه بدأ بأقصاء كل المناصرين للرئيس البكر والى أن حانت الفرصة للأنفراد بالسلطة (عام 1979) ولذلك ومن خلال هذه المقالة ووفاءأ لعمي على سبيل أن لا ينسى تأريخه الطويل قررت أن أقوم بالأشراف على طباعة مذكرات تليق به عسى ولعل أن تستفاد منه الأجيال حيث كان المرحوم مفخرة بالنسبة لأسرتنا وللوطنين الشرفاء نسأل الله الرحمة والمغفرة له ولكل شهداء العراق..
ونظراً لما تحدث السيد احمد معلة عن حياة والده الدكتور الطبيب تحسين معلة قائلأ في حياة المرء والمدرك ثمة تجارب شائعة قد تبدأ من العائلة اولا ومن البيئة ثانيا تكون جزءأ حيويا من تجارب المجتمع وصاحب اي تجربة لابد له أن يعتمد في بداياته على تجارب الأخرين ثم يضع لعقله وحواسه قدوة من خلال حياته فيتأثر بها أيما تاثير حتى يبدأ في بناء تجربته الذاتية..
والقدوة هنا ربما تكون من نفس العائلة وهذا ما حدث معي..
فقد كان قدوتي والدي الدكتور تحسين معلة ..
كان معلمي الأول الذي تربيت في أحضانه ووجدت فيه كا ما أصبو اليه فقد كان نعم الأب والمجاهد الذي لا يلين والشخصية العلمية المجردة والمناضل العنيد من أجل حقوق الأخرين وراعي الصغير والكبير والمخلص في عمله والذي يتمتع بصفات العراقي الاصيل المناضل من أجل الخير والبهاء للأخرين والمستحقين للمساعدة ..
تعلمت منه الكثير واول الدروس كان درس الحفاظ على التقاليد العراقية المتأصلة في المجتمع والتي هي دائمأ وابدأ حفظت لهذا المجتمع مكانته بين المجتمعات الأخرى . ولمست منه الحرص الشديد على التعلم والتخصص والالتزام الشديد بمساعي العلم والحفاظ على قواعده ومساعدة كل من يستحق المساعدة . كان نموذجأ في حياته وتصرفاته ومسلكه العام في العائلة وخارج العائلة . لقد ترك لي أرثا أعتز به واحترمه أيما احترام حتى أنني ربما أكون نسخه منه..أنتهى