الغربية
أستبعد خبير عسكري أميركي حدوث محاولة انقلاب مماثلة في العراق كما حصل في تركيا واستبعد أيضاً خروج العراقيين إلى الشوارع لدعم الحكومة القابعة في المنطقة الخضراء ، فيما أكد على وجود إجماع أميركي – عراقي يخشى من إمكانية شل قدرة تركيا على محاربة داعش نتيجة التطهير الجاري فيها حالياً على خلفية الانقلاب الفاشل .
فقد تساءلت مجلة نيوزويك Newsweek الأميركية في مقال لها تابعته (المستقلة) عن “تأثير أزمة محاولة الانقلاب في تركيا على الحرب ضد تنظيم داعش بالعراق في ظل وجود أكثر من ثلث القادة العسكريين الأتراك وراء القضبان، وإمكانية حدوث التجربة التركية نفسها في العراق”.
وقال كاتب المقال ميشيل روبن المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وعضو المعهد الأميركي للأبحاث والمختص بشؤون الشرق الأوسط وتركيا وإيران إن هناك “اجماعاً عاماً في كل من الولايات المتحدة والعراق بأن عملية التطهير العسكري الجارية في تركيا ستؤدي إلى شل وإعاقة قدرة تركيا على محاربة داعش”، مشيراً إلى إنه مع “وجود ثلث القادة العسكريين الأتراك في السجن حالياً وكثير من القادة الآخرين خارج البلاد ولهذا فإن الجيش التركي ببساطة غير قادر على تأدية هذه المهمة، حتى لو أراد منه ذلك الرئيس رجب طيب اردوغان”.
ورأى روبن أن “كثيراً من الشخصيات في الدوائر الأميركية يرغبون أكثر من العراقيين البوح لاردوغان بشكوكهم بشأن ذلك الموضوع، إذ أن هناك اعتقاداً سائداً بين العراقيين بأن اردوغان يدعم داعش سلبياً إن لم يكن فعلياً، وهو الشيء نفسه الذي تفعله باكستان، حيث تتحدث عن الدور الذي تلعبه في محاربة الإرهاب في أفغانستان لكنها تبقى الممول الخارجي الوحيد لدعم مسلحي طالبان” .
وتساءل روبن “هل يمكن أن حدوث ما تعرضت له تركيا في بغداد”، مستدركاً أن “الفارق كبير بين بغداد وأنقرة لأن اردوغان كانت له سيطرة شاملة على تركيا عبر الـ13 سنة الماضية وأنه يسعى الآن لأن يكون حاكماً ومرشداً في مدة حكم دكتاتوري مطلق”.
وتابع روبن إما في “العراق ومنذ أن استعاد سيادته في العام 2004، فقد تناوبت عليه أربع حكومات لم تستطع أية واحدة منها الوصول إلى درجة نفوذ سيطرة اردوغان الحازمة على البلد، كما أن أكثر من 40 بالمئة من العراقيين ولدوا بعد سقوط صدام مع وجود فئة أخرى من الذين كانوا أطفالاً في ذلك الوقت”، مستطرداً “أما النصف الآخر من العراقيين فلم يجدوا سوى دور غير فاعل للحكومات وذكريات متلاشية عن أخطار الدكتاتورية” .
وبين روبن أن “موقف الجيش العراقي قد يكون أقل تميزاً من نظيره التركي ليتمكن من تنفيذ انقلاب برغم أن العراق، كما هو الحال في تركيا، له تاريخ طويل من الانقلابات”، مستبعداً “حدوث أي شيء من هذا القبيل في العراق، لكن إذا حاولت أي وحدة عسكرية فعل ذلك فإنه من المستبعد أن يخرج العراقيون إلى الشوارع لدعم الحكومة القابعة في المنطقة الخضراء”.