الشيخ عبد السلام المالكي يدعو إلى جمع تواقيع لإعلان البصرة “دولة مستقلة
الغربية – احمد الدليمي
دعا عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة البصرة الشخ عبد السلام المالكي، الجمعة، أبناء المحافظة وحكومتها المحلية إلى الاعتصام والشروع بجمع التواقيع لإعلان البصرة “دولة مستقلة” في حال عدم تراجع الحكومة رسميا عن قرارها بـ”منح” حدود العراق المائية إلى الكويت، محذرا الحكومة من تقديم “تنازلات” بهدف “إرضاء” الولايات المتحدة “ورجالاتها”.
وأشار المالكي ، إن “العراق وضمن اتفاقية خور عبد الله سيتحول إلى دولة مغلقة بحريا بعدما ارتكب زعماؤه هفوتهم البحرية الكارثية الثانية، بالمصادقة على الاتفاقية الملاحية مع الكويت، فاعترفوا رسميا بالقرار (833)، الذي أطاح بسيادتنا الدولية على آخر ما تبقى لنا من الممرات الملاحية التي تربطنا ببحار الله الواسعة، واقتنعوا بإنزال العلم العراقي من فوق صواري السفن المتوجهة إلى أم قصر”.
وأضاف أن “التصديق على المعاهدة سيمنح الكويت حق التمدد باتجاه سواحلنا، ويصادر آخر مسطحاتنا البحرية، ويحرمنا من الصيد والملاحة، خصوصا بعدما اقتنع البرلمان العراقي بسيادة الكويت على خور عبد الله، واعتبرها متفضلة علينا بالسماح لنا في التحرك والإبحار في مياهنا الإقليمية التي صارت الآن ملكاً صرفاً للكويت، ما ينذر باحتمال خسارتنا لمنصاتنا النفطية العائمة في خور الخفقة، وحقل العوامات الرحوية”.
وأشار المالكي إلى أن “صمت الكتل السياسية ومجلس النواب عن هذه الكارثة هو خيانة عظمى للعراق”، محذرا من أن “البرلمان ان لم يفعل شيء لإيقاف هذه الجريمة فسنعمل بكل قوة على تفعيل قضية استقلال البصرة كدولة وليس فقط إقليم وسندافع مع جماهيرنا عن أرضنا وثرواتنا التي تريد الحكومة منحها كعربون خذلان لجرائم النظام البائد”.
وأكد المالكي أن “ما تم أخذه بالغدر والتخاذل لا يستعاد إلا بالقوة وأهل البصرة ليسوا جبناء أو متخاذلين ليتنازلوا عن حقوقهم ولم ولن نخضع لإرادات شخصية من رئيس الوزراء غايتها إرضاء الولايات المتحدة الأميركية ورجالاتها بالمنطقة”، داعيا أبناء البصرة وحكومتها المحلية إلى “إعلان حالة الاعتصام والشروع بجمع التواقيع لإعلان البصرة دولة مستقلة في حال عدم تراجع الحكومة رسميا عن قرارها بمنح حدودنا المائية للكويت”.
فيما طالب الجمهور البصري أيضا مساندين الشيخ عبد السلام المالكي عضو مجلس النواب العراقي من أجل جعل محافظة البصرة العراقية الجنوبية اقليمًا مستقلاً فقد لاحظ مراقبون اقبالاً ضعيفًا على التسجيل في اليوم الاول منه وسط تراشق اتهامات بين قادة الحملة المروجة لإقامة الإقليم ومفوضية الانتخابات العليا التي يتهمونها بالوقوف ضد إقامة إقليم البصرة الذي اعتبر استباقًا لإقليم جنوب العراق الذي يضم تسع محافظات ويدعو إليه المجلس الاعلى الاسلامي.
فقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق انطلاق حملة تسعى لجعل محافظة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) الغنية بالنفط إقليمًا مستقلاً من اجل استغلال هذه الثروة لاعمار المنطقة التي تشكل محافظتها حاليًا ثاني اكبر مناطق العراق سكانًا بعد العاصمة بغداد حيث يقطنها حوالى ثلاثة ملايين مواطن. وقالت البعثة ان حملة لجمع تواقيع المواطنين على عريضة تطالب بالاقليم قد انطلقت لتستمر شهرا حيث سيكون أمام سكان المحافظة حتى منتصف الشهر المقبل للإدلاء بأصواتهم في 34 موقع محدد فيما يعتبر تسجيل 10 في المائة من حوالى مليون ونصف المليون عراقي في المحافظة ممن يحق لهم التصويت نسبة كافية لإجراء الاستفتاء على الاقليم. واذا ما تحققت هذه النسبة من المطالبين فإن استفتاءً سيجرى بعد شهرين أو ثلاثة بعد أن يتأكد مسؤولون في لجان مراقبة الانتخابات بأن العدد المطلوب للتواقيع قد جمع فعلاً.
وتعتبر مدينة البصرة مركز المحافظة هي المنفذ البحري الوحيد للعراق الذي تخرج منه أغلب الصادرات العراقية من النفط ويتم عبره استيراد نسبة كبيرة من واردات البلاد ومن مدنها الأخرى الزبير وأم قصر وفيها أيضًا أكبر حقول النفط العراقية مثل حقل الرميلة الذي يعتبر من أكبر وأهم الحقول النفطية في العالم. كما تقع المحافظة على شط العرب ملتقى نهري الفرات ودجلة عند بلدة القرنة شمالي البصرة وتتاخم حدودها مع كل من الكويت وإيران.
وبموجب الدستور العراقي فإن محافظة أو اثنين من المحافظات الثمانية عشر في العراق يمكنها تشكيل إقليم فيدرالي حيث ان هناك حاليًا إقليمًا واحد يتمتع بحكم ذاتي هو إقليم كردستان العراق شمالي البلاد ويضم محافظات اربيل والسليمانية ودهوك. كما يحق للأقاليم صياغة دستورها الخاص وتشكيل سلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة عن الحكومة المركزية ويمكنها ايضًا تشكيل قوات أمن خاصة تعمل تحت سلطاتها.