الأخبار العاجلة

روحاني: الاتفاق النووي «صفحة ذهبية» في تاريخ إيران

الوكالة الغربية للانباء – طلال الجميلي – اربيل – الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتفاق النووي مع الدول الكبرى يمثل «صفحة ذهبية» في تاريخ إيران، وأكد روحاني أمس الأحد في كلمة أمام البرلمان خلال تقديمه لمسودة ميزانية السنة المالية المقبلة أن الاتفاق يمثل «نقطة تحول» بالنسبة لاقتصاد إيران، مهنئا الشعب الإيراني بهذا النصر، وأشار روحاني إلى أن «إيران نجحت في خوض مفاوضات احترافية وصعبة مع العالم»، معتبرا بأن «تنفيذ خطة العمل المشتركة للاتفاق النووي لا يعود بالضرر على أية دولة»، مشددا على أن «بلاده لا تشكل تهديدا لأي حكومة وشعب، بل إنها حاملة لرسالة سلام واستقرار في المنطقة والعالم».
ودعا روحاني في كلمته أمام البرلمان الإيراني إلى إجراء إصلاحات اقتصادية والحد من الاعتماد على إيرادات النفط في حقبة ما بعد رفع العقوبات، مشيرا إلى ضرورة التركيز على جلب 30 إلى 50 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، وقال روحاني: إن «أسعار النفط المنخفضة تعطي المبرر الأفضل لقطع «الحبل السري» الموصول بالنفط»، وفي كلمة أخرى وجهها عبر التلفزيون لشعبه قال روحاني: إنه «ليس هناك أي مانع لقيام الاميركيين بالاستثمار في إيران، وإذا كانت هناك قوانين تمنعهم من الاستثمار فعليهم العمل على ازالتها»، وتابع القول: «سأخصص مزيدا من الوقت لتنفيذ سائر الوعود التي قطعتها للشعب الايراني في الانتخابات»، كما انتقد الرئيس الإيراني سياسة السعودية في المنطقة داعياً الرياض إلى مراجعة سياستها.

عقوبات أوروبا وواشنطن

وكان الأمين العام لوكالة الطاقة الذرية يوكيا أمانو أعلن في وقت متأخر من ليل السبت من فيينا: إن «إيران أوفت بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي ما يمهد الطريق لرفع العقوبات عنها»، وفي مؤتمر صحافي عقد عقب رفع العقوبات عن طهران، قالت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: إن «الاتحاد الأوروبي قرر رفع العقوبات عن إيران»، مضيفة أن «واشنطن أوقفت العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني».وأصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمرا تنفيذيا بإلغاء العقوبات الأميركية على إيران، كما شطبت الولايات المتحدة من قوائمها «السوداء» أسماء 400 شخص وشركة اتهمتهم واشنطن بانتهاك العقوبات الأميركية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وأزالت واشنطن كذلك العقوبات عن قطاعات الألمنيوم والتعدين والفحم الحجري والإعلام، كما أعلنت واشنطن رفع الحظر المفروض على تصدير الطائرات المدنية إلى إيران وفتح السوق الأميركية أمام: السجاد والفستق والكافيار القادم من إيران، وأصبح بوسع المنتجين الإيرانيين بموجب الانفراج الجزئي في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وطهران، الوصول ببضائعهم إلى السوق الأميركية.

ترحيب دولي

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأحد بتبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران ورفع العقوبات عن طهران، قائلا إن البلدين يجب أن يتعاونا بشأن تحديات إضافية في سبيل إيجاد «مستقبل أكثر أمنا.»، وأضاف خلال زيارة لدبي: «أثني على خطوات حكومتي البلدين لتحسين العلاقات، تشجعت كثيرا لرفع العقوبات على إيران»، وتابع أنه يتمنى أن تحترم الأطراف اتفاقا نوويا جعل رفع العقوبات ممكنا، كما رحب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بالاتفاق وقال: إن «الاتفاق النووي مع إيران والذي لعبت فيه بريطانيا دورا رئيسا يجعل الشرق الأوسط والعالم ككل مكانا آمنا»، من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان: إن «فرنسا ستظل تتابع عن كثب ضمان احترام اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية بشكل دقيق»، وفي ترحيب بالاتفاق النووي قال فابيوس: إنه «خطوة مهمة في الجهود الدولية للسيطرة على انتشار الأسلحة النووية»، كما أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، أمس الأحد أن بلادها سترفع جزئيا العقوبات الاقتصادية ضد إيران، واعتبرت الوزيرة الاسترالية أن «رفع العقوبات عن إيران، سوف يدعم قطاع الأعمال الأسترالي في إيران»، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فأعرب عن استيائه من تنفيذ الاتفاق النووي، وقال في تصريح أمس الأحد: أنه «حتى بعد توقيع طهران على الاتفاق النووي، فإن الأخيرة لم تتخل عن طموحاتها لامتلاك الأسلحة النووية، وهي مستمرة بالعمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط»، بحسب زعمه.

صفقة السجناء

وفي إطار صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، قال مسؤول أميركي كبير إن أحد السجناء الأميركيين الأربعة الذين أفرجت عنهم إيران وهو «نصرة الله خسروي لم يكن على متن الطائرة السويسرية التي غادرت طهران أمس الأحد»، وقال المسؤول لوكالة «رويترز»: إن «من كانوا على متن الطائرة التي أقلعت من طهران هم جيسون رضائيان مدير مكتب «واشنطن بوست» في طهران وسعيد عابديني وهو قس من ايداهو وأمير حكمتي الجندي السابق بمشاة البحرية الأميركية من فلينت بولاية ميشيجان، وكانت زوجة رضائيان ووالدته أيضا على متن الطائرة»، وأكد المسؤول أن «السجين الخامس وهو الطالب الأميركي ماثيو تريفيثيك أُفرج عنه بشكل منفصل عن الأربعة الآخرين أمس الأول السبت».

عفو أوباما

في السياق ذاته، عفا الرئيس الأميركي باراك أوباما عن ثلاثة إيرانيين اتهموا بخرق العقوبات، فيما اتخذت السلطات الأميركية قرارا بإسقاط الاتهامات أو تخفيف أحكام السجن الصادرة بحق خمسة رجال آخرين، وقال البيت الأبيض إنه «استخدم الرأفة في التعامل مع سبعة إيرانيين بينهم ستة يحملون الجنسيتين الأميركية والإيرانية»، وبالإضافة إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها «سحبت مذكرات اعتقال دولية بحق 14 إيرانيا مطلوبين بتهمة خرق العقوبات»، وقال «جويل أندروفي» وهو محام عن إيراني يدعى «بهرام ميكانيك» إن أوباما أصدر عفوا عن موكله واثنين آخرين هما «تورج فريدي» و»خسرو أفقهي»، واتهم الثلاثة في 2015 بشحن الكترونيات إلى إيران، وكان «ميكانيك» و»أفقهي» محتجزين في هيوستون لكن «فريدي» كان قد خرج بكفالة، والثلاثة يحملون الجنسيتين الأميركية والإيرانية وقالوا أنهم «غير مذنبين».
ووصف مسؤولون أميركيون الخطوة بأنها «بادرة إنسانية»، ورحب الجمهوريون بالإفراج عن الأميركيين لدى طهران، وقال دونالد ترامب المرشح المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري إنه يشعر بالسعادة لإطلاق سراح الأميركيين «لكن من المخزي أنهم ظلوا هناك طوال هذا الوقت»، وأضاف: «حصلوا على 150 مليار دولار علاوة على سبعة سجناء، وحصلنا في المقابل على أربعة»، وأبدى بول رايان رئيس مجلس النواب الأميركي ارتياحه ايضا بشأن اطلاق سراح الأميركيين.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial