الأخبار العاجلة

الدكتور ناصر الرحال – صحة الصائمين في جائحة (كورونا)

الغربية – بقلم الدكتور ناصر الرحال – 24 – ابريل – 2020

اليوم الجمعة ، يستقبل المسلمون أول أيام شهر الصوم المبارك الذي يختلف، بطبيعته، عن بقية شهور السنة إذ تتغير فيه المواعيد والعادات والروتين اليومي. إلا أنه، في عامنا الحالي، يأتي وقد خيم على الكون وباء عالمي (كوفيد – 19) بما تم فيه من فرض حظر التجول والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي بين الأفراد بما يتضمن من روتين جديد ومواعيد جديدة لم نألفها من قبل.

تعودنا أن نتحدث في هذا الشهر من كل سنة إلى الناس المصابين بالأمراض المزمنة (كالسكري والضغط والقلب والكلى…)، وفي هذا العام سوف نضيف إليهم (مرضى كورونا) و(المحجورين في منازلهم)، وأيضا (مرضى الربو) الأكثر هشاشة وعرضة لمرض كورونا المستجد.

ما هي علاقة (الربو) بفيروس كورونا المستجد؟ أن الأشخاص المصابين بمرض الربو هم الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) الشديد الذي يمكن أن يؤثر على الجهاز التنفسي (الأنف، الحلق، الرئتين)، ويسبب أعراض نوبات ربو حادة، وربما أيضا يؤدي إلى التهاب رئوي وأمراض حادة في الجهاز التنفسي.

ويصاب مريض الربو التحسسي المزمن بنوبة ربو حادة عندما يتعرض لـ(محفزات الربو)، وهي نوعان: إما محسسات (مثل حبوب اللقاح وعث المنزل والفطريات والحيوانات والطعام…) أو مهيجات (مثل الدخان والتلوث والعطور والهواء البارد وقلة النوم…). ومن الضروري أن يتعرف كل مريض على المحفزات المهمة لحالته، وذلك بإجراء اختبارات الحساسية الخاصة في الجلد أو في الدم وهي متوفرة لدى أطباء الحساسية والمناعة. ويتعلم أيضا أنجع الطرق لتجنب المحفزات والمهيجات والمحسسات التي قد تزيد من الأعراض. فاحترس، أيها المريض، من هجوم نوبة ربو عندما لا يمكنك تجنب المحفزات.

ومن أكثر المحفزات شيوعاً، وفقا للموقع الإلكتروني لمراكز التحكم والوقاية من الأمراض CDC، هي: دخان التبغ – عث الغبار – تلوث الهواء الخارجي – الصراصير – الحيوانات الأليفة – الفطريات (العفن) – الدخان الناتج من حرق الخشب أو العشب – بعض الأطعمة المحسسة والمضافات الغذائية – العدوى بفيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد وفيروس المخلوي التنفسي (Respiratory Syncytial Virus) – التهاب الأنف التحسسي والتهابات الجيوب الأنفية والذي لا بد من السيطرة عليها – استنشاق بعض المواد الكيميائية مثل مواد التنظيف والأبخرة وغيرها والتي ينبغي تجنبها – الارتجاع الحمضي في المريء وينبغي اتباع الوسائل المختلفة لعلاجه – التمارين الجسدية والرياضة الشديدة – بعض الأدوية التي تهيج الربو مثل الأسبرين والمسكنات وأدوية ضغط الدم والتي ينبغي تجنبها وتغييرها تحت إشراف طبيبك – سوء الأحوال الجوية مثل العواصف الرعدية أو العواصف الترابية – التنفس في الهواء البارد جدا والجاف أو الرطوبة العالية – العواطف القوية يمكن أن تؤدي إلى تنفسٍ سريعٍ جداً، يسمى فرط التنفس، والذي يمكن أيضاً أن يسبب نوبة ربو.

هل يصوم مريض الربو؟ أن مريض الربو يستطيع الصيام طالما كانت نوبات الربو مستقرة ولا تحتاج إلى تناول أدوية عن طريق الفم، أو كانت خفيفة وتستجيب للأقراص أو البخاخات طويلة التأثير بحيث تعطى عند الإفطار والسحور. لكن بعض مرضى الربو من يحتاج إلى تناول بختين أو أكثر من بخاخ الربو عند الإحساس بضيق في الصدر، ويعود بعدها المريض إلى ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

أما المريض الذي يتعرض لأزمات شديدة فلا ينبغي له متابعة الصيام، بل عليه تناول البخاخ والعلاج المناسب فوراً. ولكن ينبغي الإفطار، قطعاً، عند حدوث نوبة ربو شديدة حيث كثيراً ما يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المكثف لها. كما ينبغي الإفطار إذا ما أصيب بنوبة ربو لم تستجب للعلاج المعتاد. وهنا ننبه إلى أن الانقطاع عن الطعام والشراب في هذه الحالة يقلل بشكل واضح من سيولة الإفرازات الصدرية، وبالتالي يصعب إخراجها. والأهم هو تجنب المحسسات والمهيجات وتناول طعام صحي، في الفطور والسحور، يعزز من الجهاز المناعي.

ما هي الاحتياطات الخاصة بمريض الربو خلال تفشي كورونا. يؤكد البروفسور كوشك على أهمية أن يستعد مريض الربو في شهر رمضان، الذي يحل خلال تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19):

– تخزين ما يكفي من الإمدادات مثل الأدوية والبخاخات، وخصوصا العلاجات الوقائية التي تحتوي على الكورتيزون، والانتظام على خطة العلاج وعدم تغييرها إلا باستشارة الطبيب.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial