الأنبار مدينة الكرم والكرماء
بقلم علي إبراهيم الرسلاني
تعد العشائر العراقية ركيزة مهمة في وحدة و تلاحم المجتمع العراقي..
لا يختلف اثنان على إنها لعبت دورا مهم ومحوريا في لجم المؤامرات التي تحاك في الخفاء ضد شعبنا العراقي..
وإثبتت الأيام أن تلك العشائر تعتبر صمام أمان للجميع خاصة في الأزمات وتجلت هذه الحقيقة من خلال تكاتف هذه العشائر وتوحدها في المناطق الغربية التي كسرت طوق الطائفية والتمزق الداخلي من خلال جملة من الثوابت الوطنية التي لايستهان بها حيث لم تنخرط في أي مواجهة داخلية أو خارجية بل حافظت على خطها العشائري الصحيح الذي ترعرعت في عمقه الأستراتيجي من عقود بغض النظر عن الزمان والمكان ..
هنا لابد من الإشارة إلى أن هذه العشائر خاضت معارك مصيرية في مواجهة الفساد والانفلات الأمني وحرصت على تقاليدها التي تتمثل بالكرم والنبل والشهامة..
كانت حريصة بمعنى الكلمة على بعدها الأنتمائي للوطن حيث وضعت حدأ لمحاولات اختراقها وزج العنف والدمار فيها ووقفت بالمرصاد لهذه التوجهات السلبية التي تم قلع جذورها بحكمة وذكاء أبنائها الأصلاء الذين قدموا التضحيات من أجل ذلك ، فضلا على ذلك أن هذه المحافظة اشتهرت بكرم الضيافة الذي لامثيل له حيث نجد أن أغلب العشائر ترحب بأي ضيف حتى لوكانوا معه يختلفون في الرأي والمنهج والمباديء ، المثير للدهشة أن مدينة الرمادي تخلوا من أي فندق، وعدتها العشائر الأنبارية أمر معيب ومخجل، كونهم تربوا على كرم الضيافة واعتبروها خط أحمر..
لهذا فأن الفنادق غير موجودة إطلاقا في هذه المدينة النائمة على أطراف الصحراء..
ويرى مراقبون أن تماسك العشائر في هذه المحافظة أدى إلى الأمن والأمان فيها واشادوا بعزيمتها واصرارها في مواجهة التحديات وسط خضم ظروف استثنائية وغير مسبوقة ، لهذا تعد وحدة العشائر بالمحافظة هو بمثابة ضربة موجعة للمخربين وكل من تسول نفسه المساس والعبث بمقدراتها.
على غرار النجاحات التي تحققت في إعمار المدن نطالب من أبناء العشائر خوض الأنتخابات البرلمانية المقبلة بدون الإنحياز العشائري من أجل إختيار الأفضل والمناسب لأبناء المحافظة لنكمل مكارم الثقافة المجتمعية..