الأخبار العاجلة

المدير التنفيذى للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة يتحدث عن بركة النبى صلى الله عليه وسلم

المدير التنفيذى للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة يتحدث عن بركة النبى صلى الله عليه وسلم
بقلم \ الكاتب و المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد اللطيف
رئيس تحرير جريدة الأمة العربية ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
البركة هي: النماء والزيادة في الخير، وهي ثابتة في الشرع للقرآن الكريم، والأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ، وزمزم، ولبعض الأزمنة والأمكنة، كمكة المكرمة والمدينة المنورة، وشهر رمضان ويوم الجمعة، وقد ثبتت بركة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأدلة كثيرة قطعية اتفق عليها المسلمون، وقد رأى الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ هذه البركة بأعينهم، فكانوا يقتتلون على وضوئه، ويأخذوا من ريقه وعرقه، ويمسحوا أبدانهم بيده، ويحرصوا على ملامسته، وكل ذلك بمرأى منه وإقرار ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ .
عن المسور بن مخرمة ـ رضي الله عنه ـ قوله عن يوم الحديبية : ( فوالله ما تنخم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه ) رواه البخاري .
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يُؤتى بإناء إلا غمس يده، فيها فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها ) رواه مسلم.
وعن الوليد بن عقبة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( لما فتح نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيدعو لهم بالبركة ويمسح رءوسهم ) رواه أبو داود .
وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال، فأتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟، فقال له: أبْشِر، فقال: قد أكثرت عليَّ من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: ردَّ البُشرى، فاقبلا أنتما، قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا، فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما, فأفضلا لها منه طائفة ) رواه البخاري .
قال النووي: ” في الحديث: فضيلة ظاهرة لأبي موسى وبلال وأم سلمة – رضي الله عنهم -، وفيه استحباب البشارة واستحباب الازدحام فيما يُتبرك به وطلبه ممن هو معه، والمشاركة فيه ” .
وعن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – أنها أخرجت جبة طيالسة (نوع من الثياب)، وقالت: ( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يُسْتَشْفَى بها ) رواه مسلم .
ووقائع السيرة النبوية فيها الكثير من الشواهد والأمثلة الدالة على بركة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في لمسه للأشياء، ومنها :
مع بعض أصحابه :
من الكرامات والمعجزات التي أكرم الله بها نبيه محمدا – صلى الله عليه وسلم -، حصول الشفاء من الله ـ عز وجل ـ لبعض أصحابه ببركة لمسه لأماكن مرضهم أو إصابتهم .
عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يوم خيبر: ( لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدوكون (يخوضون في الحديث) ليلتهم أيهم يُعطاها؟، قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟، فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأُتي به، فبصق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية ) رواه البخاري .
وعن يزيد بن أبي عبيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟، فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة ) رواه البخاري .
ومن ذلك ما حصل مع الصحابي عبد الله بن عتيك ـ رضي الله عنه ـ حينما انكسرت ساقه في طريق عودته من قتل أبي رافع اليهودي، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ابسط رجلك، قال: فبسطتُ رجلي فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط ) رواه البخاري .
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : ( دخل عليَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ فصبّوا علي من وضوئه فعقلت ) رواه مسلم .
ومن ذلك بركة يده ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما لمسه وغرسه لسلمان ـ رضي الله عنه -، فعن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله: ( أنه أخبره أن أباه تُوفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن ينظره، فكلم جابر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليشفع إليه، فجاءه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكلم اليهودي ليأخذ تمر نخله بالذي له، فأبى، فدخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمشى فيها، ثم قال: يا جابر، جِد له فأوفه الذي له، فجدَّ بعدما رجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليخبره بالذي فعل، فوجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي العصر، فلما انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاءه فأخبره أنه قد وفاه، وأخبره بالفضل الذي فضل، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أخبر ذلك ابن الخطاب، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ: لقد علمت حيث مشى فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليباركنَّ الله عز وجل فيها ) رواه البخاري .
لقد توقع عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يقضي التمرُ مع قِلّته دَّين جابر ـ رضي الله عنه ـ، وذلك ليَقِينه ببركة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال ابن حجر: ” وفيه عَلم ظاهر من أعلام النبوة، لتكثيرِ القليل إلى أن حصل به وفاء الكثير، وفَضَل منه “.
وقال ابن كثير: ” وهذا الحديث قد روي من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ودعائه له، ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره، وفّى الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا فَضُل (بقي) له من التمر أكثر وفوق ما كان يؤمله ويرجوه ولله الحمد والمنة ” .
مع فرس أبي طلحة، وجمل جابر :
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فركب فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه، فقال: لن تراعوا ) رواه البخاري، قال أنس ـ رضي الله عنه ـ: ” فوالله ما سُبِقَ (فرس جابر) بعد ذلك اليوم ” .
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: ( غزوت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: فتلاحق بي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير، فقال لي: ما لبعيرك؟، قال: قلت عيي، قال: فتخلف رسول الله فزجره ودعا له، فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير، فقال لي كيف ترى بعيرك؟، قال: قلت بخير، قد أصابته بركتك ) رواه البخاري .
قال ابن حجر في الفتح: ” آل أمر جمل جابر لما تقدم له من بركة ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ إلى مآل حسن، فرأيت في ترجمة جابر من تاريخ ابن عساكر بسنده إلى أبي الزبير ـ رضي الله عنه قال: فأقام الجمل عندي زمان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر، فعجز فأتيت به عمر فعرّفت قصته، فقال: اجعله في إبل الصدقة وفي أطيب المراعي، ففعل به ذلك إلى أن مات

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial