الوكالة الغربية للانباء – احمد الدليمي – بغداد – لابد من وضع اصابع الاتهام لمن يحاول تعطيل البرامج والتكنلوجيا التي وضعتها وزارة البيئة المتمثلة بوزيرها الطموح السيد قتيبه الجبوري حيث عمل كل ما من شأنه لجلب التكنلوجيا المتطورة من العالم المتحضر في هذا المجال وقد استبشر المواطن العراقي خيرا عندما نشرنا الاخبار مفادها احتواء المخاطر والكوارث البيئية المحتملة على العراق لكن سرعان ماختفت هذه الفرحى وتحولت الى كارثة بعد أزالة وزارة البيئة من خارطة الوزارات تحت عنوان ( دمج الوزارات ) لذا نوجه العناية بأن المواطن عندما يعرف المخاطر التي نحن نعرفها بالتأكيد ستكون العواقب وخيمة لاسيما وان البيئة العراقية تعاني من نوعين من المشاكل، أولها تلك التي تعاني منها البيئة في باقي البلدان ، مثل تلوث الارض والمزروعات بالكيمياويات (المعقمات والاسمدة)، والكم الهائل من السيارات بما تجلبة من دخان وضجيج وزحام وحوادث، والنمو الهائل للمجمعات السكنية المحشورة بالملايين من السكان من دون توفر الشروط الانسانية والصحية، ومشكلة رمي الملوثات الكيمياوية والصناعية في الطبيعة بسبب ضعف الرقابة وفساد الاوضاع، وغيرها من المشاكل البيئية المعروفة في العالم أجمع.
لكن بالاضافة الى هذه المشاكل، يعاني العراق من أربعة كوارث كبرى تجعل البيئة العراقية واحدة من أكثر بيئات العالم خطورة وخراباً وأذى للانسان:
((جفاف النهرين، التلوث الحربي والاشعاعي، سرقة وتدمير الآثار، وموت بساتين النخيل))..
من المعلوم ان الكوارث البيئية التي تصيب أوطان المعمورة، بعضها لأسباب طبيعية مثل الزلازل والفيضانات، وبعضها لأسباب بشرية مثل التصنيع الوحشي والتمدن السريع والسدود غير المدروسة والزراعة الكيميائية وتأثير الحروب، وغيرها. مما يثير الانتباه حقا، ان هذه الكوارث البيئية العراقية الأربع كلها نتيجة عوامل بشرية، بل الانكى من هذا، انها عوامل سياسية مباشرة تكاد أن تكون خالية تماماً من العامل الطبيعي!! اولاـ جفاف النهرين، نتيجة ضعف الدولة العراقية وعدم رعايتها ادارة النهرين بالاضافة الى جريمة تجفيف الاهوار من قبل نظام صدام، كل هذا شجع الدول المجاورة على أن تقيم المشاريع والسدود بصورة مخالفة لجميع الاتفاقيات والشرائع الدولية، لكي تستحوذ على الكم الاكبر من مياه النهرين.
ثانياـ التلوث الحربي والاشعاعي بسبب الحروب والاسلحة الفتاكة مثل القنابل المشعة باليورانيوم المخصب وغيرها من المواد القاتلة التي رميت بمئات الآلاف من الاطنان في ارض العراق من قبل القوات الامريكية خلال حروب عقدي التسعينات والالفين، بالاضافة الى تلويثات تلك الآلاف من التفجيرات الارهابية ودفن المواد الحربية والكيمياوية بصورة مخالفة لكل الشروط المعروفة. لقد ارتفعت نسبة الملوثات في العراق 11 مرة مقارنة بعام 1987.
ثالثاـ ان آثار العراق لا تمتلك فقط قيمة تاريخية ثقافية تراثية، بل تمتلك قيمة بيئية لو أخذنا بنظر الاعتبار ان هنالك أكثر من 30 ألف موقع أثري مكتشف في أنحاء العراق (بالاضافة الى حوالي 70 ألف أخرى مازالت لم تستثمر)، تمتد على مساحة آلاف الكيلومترات من الاراضي في كافة الانحاء. كل هذه استضافة الأثرية منذ أعوام التسعينات واندلاع الحروب تعرضت الى التدمير الحربي والتخريب والسرقات المنظمة. ومع الغزو الامريكي عام 2003 أخذ هذا التخريب بعداً وحشياً ودولياً منظماً ومقصوداً مع تدمير المتحف العراقي وسرقة آثاره. بل بلغت الوحشية والاحتقار لهذه الآثار العظيمة ان يتخذ الجيش الامريكي من استضافة الاثرية مواقعاً عسكرية له، مثل موقع بابل وموقع اور الذي أخلاه عام 2009 !
رابعا، موت ثلثي أشجار النخيل، بسبب حروب صدام ثم الاهمال والجفاف والامراض. لقد تراجع عدد أشجار النخيل في العراق إلى أقل من 9 ملايين شجرة مقارنة بـ 33 مليوناً في الخمسينات، حسب ما أفادت به الحكومة. وبالصورة نفسها انخفض عدد المصانع التي تعالج التمر إلى ستة مصانع مقارنة بـ 150 مصنعاً قبل عام 2003. ويجرى حالياً تعبئة التمر العراقي في دولة الإمارات!
في هذا الفصل نبدأ الحديث عن هذه الكوارث البيئية الاربعة، ثم يليها الحديث عن باقي المشاكل البيئية المعروفة
