عمار الحكيم: تحرير الموصل بداية لواقع العراق الجديد . بارزاني: القوى السياسية متضامنة
الغربية – اربيل – سلمان البياتي
عد رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، الخميس، تحرير مدينة الموصل من عصابات داعش الإرهابية، بداية لواقع العراق الجديد، في حل الإشكاليات عبر التعاون المشترك، فيما اكد رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني، وجود تضامن بين القوى السياسية.
وقال السيد عمار الحكيم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني، وقائد جهازك مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الاسدي، في محور الكوير، شمال مدينة الموصل، “لسنا في وارد تلقي التعليمات من أي بلد في من يشارك أو لا يشارك {بمعركة الموصل} فالعراقيون هم من يقدرون كيف ينظمون العمليات، ومن الذي سيشارك في كل محور وكيف يحققوا انتصاراتهم”.
واضاف إننا “نتمنى من المجتمع الدولي الذي وقف داعما للعراق والقوى خارج التحالف أن تستمر في تنسيقها مع الحكومة العراقية”، مبينا “كل من يريد ان يقدم الدعم فهو مورد ترحيب ولكن نريد ان يتم عبر التنسيق الواضح والصريح مع الحكومة العراقية”.
واشار إلى ان “داعش لم تولد نتيجة إشكالية أمنية بحتة، والقضاء عليها لا يتم في معالجات عسكرية وامنية، وانما نحتاج مجموعة من الحلول وبصدارتها المعالجة الأمنية، وبجانبها المعالجة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية”.
وذكر رئيس التحالف الوطني، اننا “في التحالف الوطني الذي هو الكتلة الأكبر، وعليه ان يقدم مقترحات عملية وجدية للشركاء، نقوم بدارسة وثيقة مهمة للتسوية الوطنية، ونحن في مراحلها النهائية وستقدم إلى الشركاء والشعب العراقي تزامنا مع تحرير الموصل لتعبر عن مرحلة جديدة يكون فيها التعاون على أشده في المجالات السياسية والخدمية، فالعراق للجميع وهو ليس لبعض المكونات على حساب المكونات الأخرى”، مبينا ان “المبادرة التي يقدمها التحالف الوطني للشركاء تعد مدخلا أساسيا لتعميق هذه الشراكة”.
وتطرق السيد عمار الحكيم، إلى زيارة رئيس إقليم كوردستان التي أجراها مؤخرا إلى بغداد، قائلا، إن “زيارة بارزاني إلى بغداد اتسمت بنجاح كبير، وفتحت نافذة جديدة للتعاون بين القيادات العراقية، وجزء كبير من هذا التعاون الذي نجده اليوم والذي كنا نناشد به نتج عن هذه الزيارة والتواصل الحقيقي بين القيادة في بغداد والإقليم والتعاون لتحقيق هذه الانتصارات الكبيرة”.
ولفت إلى ان، “التعاون بين بغداد والإقليم والتعاضد الكبير منعكس على بغداد والقائد العام للقوات المسلحة والقيادات السياسية والعسكرية مستبشرون جميعا، وحضورنا اليوم تعبير عن الاعتزاز بالتعاون بين الجيش والبيشمركة في هذه القواطع ولأول مرة الجيش يدخل إلى الإقليم وتفتح له كل الأبواب ومنها إلى ساحة المعركة”.
ونوه السيد عمار الحكيم، إلى ان “التعاون الأمني والعسكري الكبير سيكون بداية ونافذة لفتح كل الملفات العالقة والتنسيق في سائر الملفات وصولا إلى التعاون الكامل التي وضعت في الدستور”، مشيرا إننا “بأمس الحاجة للتعاون والتكاتف وتطييب الخواطر والنفوس، والتركيز على العدو في هذه اللحظة وهذا ما نقوم به وحضورنا اليوم تعبير عن هذه اللحمة والدعم الكبير، ونقف داعمين للجيش والبيشمركة والحشد والشرطة الاتحادية وكل القوى التي تقاتل”، مشددا على ضرورة “تطويق الإشكاليات بحجمها ولا نكون سبب في تفاقم الأزمات، بل نريد توحيد الساحة وتهدئتها ونبقى مركزين على المعركة فنحن مع تهدئة الاوضاع”.
وأضاف، ان “التعاون والثقة المتبادلة بين الحكومة الاتحادية والإقليم هو المفتاح {لتجاوز الاشكاليات}، وتحرير الموصل بداية لواقع العراق الجديد فيه المزيد من التعاون والتعاضد لحل الإشكاليات العالقة”.
وعّما نُشر حول دخول صحفية من اسرائيل إلى إقليم كردستان، لتغطية معارك تحرير الموصل، قال السيد الحكيم، “استمعنا إلى توضيحات الإقليم بخصوص ما نسب من بث مباشر في الإقليم، وبان هناك صحفيين دخلوا من دول أخرى يحملون وثائق تمثل وسائل إعلامية لتلك البلدان، ولكن تبين لاحقا إنهم يقومون بالتغطية لمؤسسات إعلامية غير التي وضحوها للإقليم، وأدى ذلك لمطالبتهم بالمغادرة فورا”، مؤكدا ان “الاقليم يقوم بما عليه واتخذ إجراءات أصولية في هذا الشأن”.
وفيما يخص طبيعة إدارة البلد، شدد السيد عمار الحكيم، ان “الإدارة في البلاد قضية يحددها العراقيون، والقادة العراقيين بالتشاور، وما يهمنا هو العمل معا وتوزيع الأدوار، والقادة ضمن النظام الاتحادي هم الذين يتفقون على طبيعة إدارة البلد”.
واكد السيد عمار الحكيم على رفض تواجد القوات التركية، في الاراضي العراقية من دون موافقة الحكومة الاتحادية، مبينا “أوضحنا ان حضور اي قوات عسكرية على الأراضي العراقية يجب ان يكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية، والقوات التركية لم تأتي بالتنسيق لذا طلبنا سحبها لفتح تعاون امني”، مضيفا “يهمنا إشراك اكبر عدد من الدول للحرب على الإرهاب، وهناك دول تتعاون خارج اطار التحالف الدولي يهمنا ان تكون تركيا شريكة لهنا في مواجهة الإرهاب، ولكن عبر التنسيق مع الحكومة”.
وذكر ان “الشعب العراقي قادر على إدارة القتال في الميدان، لذا لسنا بحاجة إلى اي مقاتل غير عراقي وإنما ندير المعركة على الأرض من خلال المقاتلين العراقيين حصرا، ونرحب بما سوى ذلك من مجالات متعددة”.
وأوضح، “هناك عدة معسكرات داخل الإقليم يمتد تاريخها قبل 2003، وهناك اتفاقات مع النظام السابق، والحكومة العراقية لم تفتح هذا الملف ولم تسجل اعتراض على تلك القوات، والحديث ألان عن العسكر الأخر الذي شيد في بعشيقة وخارج إطار الإقليم، وهذا المعسكر لم يكن بالتنسيق مع الحكومة، كما ان القوات فيه قتالية ونحن نرفض بشدة مشاركة أي مقاتل غير عراقي بهذه المعركة”، موضحا ان “مطالبة الحكومة تتمثل بان تعلن الحكومة التركية سحب قواتها لتفتح تعاون حقيقي بين بغداد وأنقرة، وننظر إلى تركيا كجار كبير وشريك إستراتيجية ولكن ضمن التنسيق مع الحكومة”.
من جانبه قال رئيس إقليم كوردستان، مسعود بارزاني، “هناك تضامن بين القوى السياسية الحريصة على مصلحة البلد”، موضحا ان “البيشمركة لن يدخلوا مدينة الموصل، وما قامت به داعش في كركوك جاء لتغطية هزيمتها في هذه المعركة الكبرى {معركة الموصل} وتمت السيطرة على الموقف وأبيدت قوة الإرهابيين المهاجمة”، مشيرا إلى ان “القوات في الجبهة كافية وزائدة عن الحاجة، لذا قسمنا القوات التي كانت في الجبهة للسيطرة على الموقف في كركوك”.
وبين ان “القوات التي ستتولى {الدخول إلى الموصل} هي مسؤولية الجيش وربما مكافحة الإرهاب تحديدا”، مؤكدا ابعث “رسالة تطمين اكيدة بانه سيكون هناك اهتماما كبيرا للحفاظ على امن وسلامة المواطنين”، لافتا إلى ان “العملية في منتهاها والدماء التي سقطت جميعها من اجل تحرير المدينة وتخليص المواطنين من ارهاب داعش”.
فيما قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الاسدي، ان “المحاور بصورة عامة تسير باتجاه الأهداف المرسومة لها، وهناك تقدم في محور على أخر نتيجة لطول مسافة بعض المحاور، وفي الأيام القادمة ستستقر جميع المحاور على الحافة الأمامية لمدينة الموصل
