الأخبار العاجلة

الفنانة فرح القاسمي تعبر الحدود غير المرئية في التصوير

الفنانة فرح القاسمي تعبر الحدود غير المرئية في التصوير

الغربية – نوال الصافي – 13 – 6 – 2019

كان الحضور غائبين إلى حد كبير في أحدث أعمال المصورة فرح القاسمي، أو جرت دعوتهم بصورة مقتضبة للغاية. بيد أن المشاهد الداخلية – التي صُورت بالكامل في دولة الإمارات، مسقط رأس فرح القاسمي– كانت مليئة بالألوان الزاهية والأناقة الراقية.
في صورة (ما بعد الغداء) لعام 2018، حيث الأريكة الوردية المخملية، والوسائد والستائر ذات الألوان المطابقة، تحتل معظم الصورة؛ وبالنظر عن قرب، ترى هناك زوجاً من الجوارب المزخرفة في إحدى الزوايا، وهي تنتمي لشخص غير مرئي يستلقي على جزء من الأريكة. وهناك يد شخص آخر مع زجاجة للمياه تخرج من وراء الستائر.
وفي صورة (طيور الباستيل المصبوغة) لعام 2019، تظهر ثلاثة طيور صغيرة باللون الأصفر، والسماوي، والوردي على أرضية حجرية منقوشة. وفي صورة ( زهرة الطماطم 1) لعام 2018، هناك ثمرة طماطم حمراء زاهية اللون مصورة على شكل زهرة تستقر على خلفية من نفس ظلال الصورة تقريباً؛ وكانت فرح القاسمي قد نفّذت العمل اليدوي بنفسها، بعد طلب شراء سكينة للتقشير كلفتها 5 دولارات على موقع (أمازون)، وعلّمت نفسها بنفسها أسلوب التقشير الفني عبر فيديوهات (يوتيوب)
تعد هذه الصور من بين الصور العشر الغامضة والمثيرة للعاطفة بشكل واضح التي التقطتها فرح القاسمي والتي عُرضت في معرض «آرت بازل» خلال الأسبوع الجاري، في كشك بمعرض «ثيرد لاين»، وهي صالة فنية في أبوظبي.
وتحظى فرح القاسمي باهتمام كبير، وهي تبلغ من العمر 28 عاماً، وتعيش الآن في مدينة نيويورك، وتدرس في جامعة ييل، لنيل درجتي البكالوريوس والماجستير. وهناك عرض لأعمالها في مركز (ليست فيجوال آرتس) الملحق بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج في الفترة بين 30 يوليو (تموز) إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت هنرييت هولديتش، أمينة ومديرة المعارض الفنية في مركز (ليست فيجوال آرتس(، والتي علمت أول الأمر بأعمال الفنانة فرح القاسمي عبر الإنترنت )إنها في طريقها للصعود من دون شك)
وأضافت هولديتش تقول: (لقد كنت مفتونة للغاية بلغتها المرئية الواضحة. إن صورها فخمة ومترفة للغاية، مثل الأعمال التحريرية تقريباً، ولكنك تدرك بعد وهلة أنها أكثر تعقيداً مما تظن. وهناك طبقات من التمويه والتخفي في أعمالها)
ومن الناحية الشخصية، فإن فرح القاسمي ليست غامضة على الإطلاق ولكنها تختار كلماتها بعناية فائقة تماماً كما تفعل في صورها. وهي تسكن في شقة صغيرة في ويليامزبيرغ بحي بروكلين، حيث تقدم شاي الزنجبيل اللذيذ للزائرين، وتقدم في الوقت نفسه تقييما مدروساً لموضوعاتها الفنية.
تقول القاسمي: (أفكر دائماً في كيفية تصوير ما لا يسهل تصويره. أو كيف أتحدث عن بعض أكثر الجوانب تعقيداً في أي مكان من دون الاستعانة باللغة اللفظية)، وتضيف أن موضوعات أعمالها لا تتعلق بالعالم العربي فحسب، ولكن بدول الخليج العربي على وجه التحديد.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial